يشتكي العديد من المغاربة في الآونة الأخيرة وبالتزامن مع الأزمة الصحية لجائحة وباء كورونا من غياب بعض الأدوية من على رفوف الصيدليات. وقال حمزة اكديرة، رئيس المجلس الوطني لهيئة صيادلة المغرب، إن مشكل انقطاع الأدوية ليس مشكلا خاصا بالمغرب بل هو مشكل عالمي، وبدرجات متفاوتة، مشيرا أن العديد من العوامل تساهم في انقطاع بعض الأدوية وغيابها من الصيدليات، ومن بينها الانقطاعات المسجلة على مستوى المواد الأولية التي تدخل في تركيب بعض الأدوية، والتي تصنع غالبيتها في القارة الآسيوية، مؤكدا أن هذه الانقطاعات شهدت ارتفاعا خلال أزمة كوفيد-19. وأضاف خلال ندوة علمية، اليوم الثلاثاء، نظمتها شركة Sobrus المتخصصة في توفير حلول الحوسبة السحابية في المجال الصيدلاني، أنه تم تسجيل انقطاع في بعض الأدوية بالمغرب في ظل الجائحة، وخاصة بعض الفيتامينات، مشيرا إلى أن الصيادلة المغاربة يحاولون تدبر أمورهم بالوسائل المتاحة من أجل الاستجابة لكافة احتياجات المواطنين من الأدوية وضمان الاستمرار في متابعة علاجاتهم خاصة في ظل وجود عدم تنسيق بين مختلف المتدخلين. وتتفق الدكتورة عائشة الزاهي، عضو المجلس الجهوي لصيادلة الشمال، مع هذا التقييم، قائلة إن الصيادلة يواجهون بشكل يومي مشكل انقطاع بعض الأدوية، خاصة بالتزامن مع جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث تم تسجيل انقطاع بعض الأدوية التي تعرف إقبالا كبيرا، لا سيما فيتامينات "س" و"د" والزنك، مشيرة إلى أن الصيادلة يبذلون مجهودا كبيرا لتوفير بدائل للأدوية التي تختفي عن رفوف الصيدليات في ظل عدم توفرها على مخزون خاص بها. وأكدت على أهمية التواصل بين جميع المتدخلين في سلسلة التزويد بالأدوية كأحد الحلول لتجاوز مثل هذه الانقطاعات في المستقبل، داعية خلال مداخلتها في الندوة إلى ضرورة خلق منصة رقمية على مستوى هيئة صيادلة المغرب من أجل تبادل المعلومات وتوفير البدائل للأدوية التي تعرف انقطاعات في التزويد. من جهته، أوضح محمد الحبابي، رئيس كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، أن ظاهرة انقطاع الأدوية تتسبب فيها العديد من العوامل التنظيمية والاقتصادية واللوجيستيكية والإنتاجية وأخرى مرتبطة بالجودة، مشيرا إلى أن طبيعة هذه الانقطاعات تعرف تفاوتا ويمكن أن تكون جزئية أو تامة كما يمكن أن يكون لانقطاع دواء معين من الصيدليات تداعيات خفيفة فيما انقطاع أدوية أخرى يسبب حالة استنفار خاصة في حالة عدم وجود بدائل لها. بدوره أكد محمد الغيساسي، عضو المجلس الجهوي لصيادلة الشمال، أن تجاوز مشكل انقطاع الأدوية من الصيدليات يمكن حله بمنح الصيادلة حق استبدال الأدوية، مشيرا أن القانون المغربي لا يسمح للصيادلة باستبدال الأدوية وقد يتعرضون للمتابعة في حال القيام بذلك، داعيا وزارة الصحة إلى التدخل من أجل السماح للصيادلة باستبدال الأدوية كأحد الحلول الفعالة لمواجهة انقطاع بعض الأدوية من الصيدليات، مضيفا أن الصيادلة يحاولون التكيف مع انقطاعات الأدوية عن طريق التواصل فيما بينهم، فيما لجأ آخرون إلى الرفع من كمية مخزون الأدوية بصيدلياتهم رغم عدم توفرهم على الوسائل اللوجيستيكية والمالية. وقال توفيق الدراز، الكاتب العام لنقابة صيادلة الدارالبيضاء، إن جائحة كوفيد-19 أبانت عن العديد من الاختلالات والإشكاليات الكبرى التي تعاني منها المنظومة الصحية المغربية، ومنها مشكل الانقطاعات المتكررة لبعض الأدوية، مشيرا إلى أن رقمنة الصيدلية المغربية وتوظيف التكنولوجيات الحديثة تطرح من بين الحلول القمينة بتجاوز هذا المشكل على غرار مجموعة من الدول الأخرى التي تمكنت من تجويد خدمات الصيدليات بفضل الرقمنة. وأكد سمير أحيد، عميد كلية الصيدلة بالدارالبيضاء، أن التكنولوجيا يمكنها توفير العديد من المزايا للصيدليات المغربية، لا سيما على مستوى إعلام المريض بتوفر بعض الأدوية دون الحاجة لتكبد عناء التنقل، مشيرا إلى أن طلب الأدوية عن بعد يتيح للصيدلاني إمكانية معرفة ما إذا كان الدواء متوفرا كما يضمن ربح الوقت وتقليل تكاليف التنقل وتقليل الحضور الجسدي بالصيدليات خلال هذه الظرفية، كما يمكن للطلب عن بعد رفع مبيعات الصيدليات بأكثر من 40 بالمئة.