تستعد جهة الشمال، من بين الوجهات التي يقبل عليها المغاربة بشكل كبير في فصل الصيف، إلى استئناف نشاطها السياحي بعد ركود شهده القطاع طيلة الأشهر الماضية بسبب جائحة كورونا. في هذا السياق، قال عبد العالي الرحماني، مندوب وزارة السياحة بمدينة تطوان، أنه بمعية قطاعات أخرى تم إعداد دليل مرجعي يضم مجموعة من التوصيات تخص السلامة الصحية داخل المؤسسات السياحية (الفنادق، المطاعم، وكالات الأسفار وكذا النقل السياحي). وأضاف الرحماني، في تصريح لموقع القناة الثانية، أن الهدف من هذا الدليل هو إعادة نشاط الإيواء السياحي بشكل تدريجي بالمدينة في ظروف آمنة وأن ضمان السلامة الصحية للزبناء هي في المرتبة الأولى، وهذا الدليل موجه إلى المستخدمين داخل الوحدات الفندقية وأيضا الزبناء حول كيفية مواجهة كوفيد 19، مبرزا أنه تم إلزام كل فندق باحترام 50 بالمائة من الطاقة الاستيعابية لاستقبال السياح واعتماد فترات متفاوتة تصل إلى ست ساعات بين كل حجز. وأشار المسؤول ذاته، إلى أن "المندوبية تعمل منذ أن أعطت السلطات الحكومية الضوء الأخضر للفنادق لفتح ابوابها على عملية التحسيس حيث تقوم لجنة إقليمية مختصة بجولات ميدانية تفقدية إلى المؤسسات الفندقية لمراقبة مدى تزيلها والتزامها بكل الإجراءات المنصوص عليها في الدليل المرجعي للسلامة الصحية". وأبرز الرحماني، أنه "لحد هذا الأسبوع شملت الزيارات الميدانية للفنادق المصنفة على مستوى عمالة المضيف الفنيدق أكثر من 25 مؤسسة و12 فندقا على مستوى مدينة تطوان، مؤكدا على أن هذه العملية متواصلة بالإقليم لتشمل كذلك دور الضيافة وفنادق أخرى التي هي في طور الاستعداد". وأضاف ذات المتحدث، أن "التوعية تستهدف بشكل أساس المستخدمين بالفنادق وتحسيسهم بالأهمية القصوى التي يجب إيلاؤها إلى الإجراءات الاحترازية في كل مرافق الفنادق من (المطعم، الغرف، مرآب السيارات) عن طريق التعقيم وقياس درجات الحرارة للزبناء حين استقبالهم ومدهم بالمطهرات الكحولية وإلزام العاملين باستعمال القفازات وارتداء الكمامات الواقية، ثم إلى جانب وضع علامات التشوير الأرضي والأفقي داخل مرافق الفندق وإجراءات أخرى..". وللوقوف على الإجراءات التي شرعت الفنادق ودور الضيافة بمدينة تطوان في تنفيذها، تقول أسماء العسري، مساعدة تنفيذية برياض بلانكو بالمدينة العتيقة لتطوان، إنه على صعيد مؤسستهم الفندقية استأنفوا العمل لكن مؤقتا في المرحلة الأولى بالمطعم الفندقي . وأبرزت العسري، في تصريح لموقع القناة الثانية، أنه تم الالتزام بالإجراءات الوقائية التي حددتها السلطات منها "قمنا بتكوين للعاملين حول هذه الإجراءات الجديدة، وعملنا على وضع سجاد معقم عند مدخل الفندق وإخضاع الزبناء لإجراء قياس الحرارة مع وضع معقمات عند المدخل، ثم عند الاستقبال تم وضع حواجز واقية من الزجاج الشبكي حماية للمستخدمين بالإضافة إلى إلزامهم بارتداء الكمامات الواقية"، وتضيف في نفس السياق، "أما بالنسبة للتباعد الاجتماعي حرصنا على احترام مسافة لا تقل عن متر واحد بين طاولتين على مستوى المطعم، وأربعة أشخاص كحد أقصى على الطاولة". وأوضحت العسري قائلة: "لدينا مؤاخذة واحدة تتعلق بإجراء استغلال 50 بالمائة من الطاقة الاستيعابية، فبالنسبة لنا هذا الشرط لا يخدمنا كمؤسسة للضيافة؛ إذ أننا نتوفر فقط على ثماني غرف وبالتالي سيتم استغلال نصف العدد"، معربة، أن "تقوم السلطات بالرفع هذه النسبة إلى 80 بالمائة في القريب من الأيام". وسجلت في ختام تصريحها، أن "القطاع السياحي من بين القطاعات الأكثر تضررا من الأزمة الحالية، مؤكدة بالقول: "الأغلبية الساحقة للسياح الذين نستقبلهم بمؤسستنا هم الأجانب ومع إغلاق الحدود الجوية، توقفنا بشكل تام عن العمل طيلة الأشهر الماضية"، مشددة على أنه "هناك عددا من الضرائب المتأخرة يُنتظر منا تأديتها"، داعية السلطات الحكومية بأن "تأخذ بعين الاعتبار المرحلة التي مررنا بها وتقوم بتأجيل سداد هذه الضرائب".