هل فكرنا ونحن نلقي بقايا الأطعمة في النفايات في خطورة هذا التصرف على الاقتصاد والبيئة؟ هذا السلوك أصبح أمرا مألوفا لا نعيره اهتماما كبيرا، قد تبدو الكمية التي نرميها بسيطة، لكن، عندما يقوم بها أشخاص كثر وكل يوم، تصبح سلوكا يستدعي التوقف عنده والتفكير فيه والعمل على تغييره. تتحدث أرقام منظمة الزراعة والأغذية (الفاو) عن تبذير يصل إلى ثلت الإنتاج تقريبا، وعندما نتكلم عن النفايات الغذائية، فإننا نتحدث عن كميات الماء التي استعملت لسقي هذا الطعام، عن المجهودات التي بذلت وعن الطريق الطويل الذي قطعه أي منتوج كي يصل إلينا، عن الطاقة التي أهدرت في سبيل ذلك كما يشرح فؤاد الزهراني، الباحث في البيئة والتنمية المستدامة. هذا الرقم المقلق ينبغي أن يحث المواطنين على المساهمة، في ظل الأزمة التي يمر منها العالم، بسلوكات بسيطة لحماية البيئة ولتجنب هدر المواد الغذائية التي تبذل الدولة مجهودا وميزانية لتأمينها، فقد تسبب فرض الحجر الصحي في إقدام المواطنين على اقتناء كميات كبيرة من الطعام أكثر مما يحتاجون، وربما تم تخزين هذه المقتنيات في ظروف سيئة، مع غياب مخطط واضح للاستهلاك، وهو ما تسبب في ضياع كميات هامة من الأكل، والتي يلقى بها في النفايات، وتكون في غالبيتها مكونة من مواد عضوية تتعرض للتعفن وتنتج لنا ثاني أوكسيد الكربون وغاز الميتان واللذان يؤثران سلبا على البيئة. كل ما سلف ذكرة، يدعونا إلى القيام بمجموعة من السلوكات على رأسها شراء ما نحتاجه بطريقة ذكية، وذلك عن طريق كتابة لائحة تحدد فيها المشتريات والكميات التي نحتاج إليها، ثم العمل على تخزينها بشكل صحي وسليم حتى لا تفسد، مع ضرورة وضع خطة للوجبات اليومية تتماشى ومقتنياتنا. هذه الإجراءات، وإن كانت بسيطة وغير مكلفة، إلا أنها جد مهمة ويجب أن نعي بأهميتها ونجعلها سلوكا نمارسه بشكل طبيعي حتى نساهم في التخفيف من الأزمة الحالية ونحافظ على البيئة، فتقارير المنظمات الدولية تدق ناقوس الخطر بشأن الأمن الغذائي، حيث حذرت منظمة الزراعة والأغذية (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة من تزايد عدد المعرضين للنقص الحاد في الغذاء، كما يقول فؤاد الزهراني الذي يقدم مجموعة من المعلومات والنصائح والأرقام في هذا العدد من "صباحيات من الدار".