قرر المغرب فرض ارتداء كمامات الوجه ابتداء من الثلاثاء في محاولة لإبطاء وتيرة تفشي فيروس كورونا. ويشكل هذا القرار تحولا مثيرا بخصوص التوصيات المتعلقة باستخدام الكمامات، حيث سبق للسلطات أن أوصت بارتداء الكمامة فقط بالنسبة للأشخاص الذين يعطسون أو يسعلون أو ممن تظهر عليه الأعراض، لكن إعادة تقييم لكيفية انتشار الفيروس، ولا سيما إمكانية انتقاله لمسافات بعيدة عبر قطرات الرذاذ التي تخرج بواسطة العطس أو السعال، دفع الحكومة إلى اشتراط ارتداء الكمامات على كل شخص يخرج إلى الشارع خلال حالة الطوارئ الصحية. وقال رشيد بن الزيدية، اختصاصي أمراض القلب والشرايين بمدينة الرباط، إن قرار فرض ارتداء الكمامات جاء بناء على الأدلة التي أظهرت أن فيروس كوفيد-19 بإمكانه الذهاب مسافات بعيدة عبر قطرات الرذاذ الناتجة عن الزفير سواء في حالة العطس أو السعال أو الكلام، مشيرا في اتصال مع الموقع أن ارتداء الكمامة يقلص إلى درجة معينة مخاطر التقاط العدوى بشرط مرافقة ذلك بسلوكات صحية كالنظافة الشخصية والتباعد الاجتماعي، حتى يكون ارتداؤها فعالا. وأضاف أن اشتراط ارتداء الكمامات خلال حالة الطوارئ الصحية يهدف في المقام الأول لحماية المواطنين من الإصابة بالفيروس، ذلك أن الكمامة تساهم في عدم تعرض الشخص السليم لقطرات الرذاذ المحملة بالفيروس و المدفوعة نحوه من طرف شخص مصاب أو تظهر عليه الأعراض. وأشار إلى وجود أشخاص مصابين بالفيروس ولكنهم لا يظهرون أي أعراض، مشددا أن ارتداء الكمامة الطبية يمنع انتقال قطرات الرذاذ التي ينتجونها عن طريق الزفير إلى أشخاص غير مصابين بالفيروس، وبالتالي فإن ارتداء الكمامات يجب أن يتم من طرف الجميع دون استثناء. وقال إن ارتداء الكمامات لن يكون فعالا في حالة عدم الالتزام به بنسبة مائة في المائة من طرف الجميع وفي كل الأوقات التي يتواجدون خلالها في الفضاء العام خلال حالة الطوارئ الصحية، حيث أن إمكانية إصابة الشخص الذي يرتدي الكمامة بالفيروس تبقى قائمة في حالة عدم التزام الطرف الآخر بارتدائها. وتابع أن ارتداء الكمامات يكون فعالا فقط في حالة إذا رافقها الالتزام بباقي السلوكات الصحية كغسل اليدين باستمرار بالصابون والإبقاء على مسافة كافية بعيدا عن الآخرين، مشيرا أن ارتداء الكمامات والتخلص منها يجب أن يتم بطريقة صحيحة حتى لا ينتقل الفيروس إلى الأشخاص. وأوضح أن ارتداء الكمامة الواقية يساهم أيضا في تقليل لمس الأشخاص لوجوههم وعيونهم، وهي الوسيلة التي عادة ما ينتقل عبرها الفيروس، مؤكدا أن ارتداء الكمامة لا يقتصر فقط على الشارع بل يجب أن يستمر ارتداؤها داخل مقرات العمل ووحدات الإنتاج. وأضاف أن الفيروس يستطيع البقاء على الأسطح لمدة قد تتراوح بين ساعات إلى أيام، وبالتالي فإن التخلص من الكمامات بطريقة غير آمنة لا يبطل خطر الفيروس، إذ أنه يعود للاشتغال مجددا بمجرد تفاعله مع الخلايا، وبالتالي يجب التخلص من هذه الكمامات في أماكن مغلقة تحول دون انتشاره.