سيترك التغيير الذي نعيشه اليوم، والذي تتالت أحداثه بشكل متسارع، سيترك لا محال أثارا نفسية على عدد كبير من الناس، الذين لم يتقبلوا اضطرارهم لملازمة بيوتهم حماية لأنفسهم وللآخرين، في حين أن مثل هذا الوضع يستدعي من المؤمن تفويض أمره لله عز وجل، لأن التفكير فيما قد تؤول إليه الأوضاع لن يجدي، لأن علمها عند الله، والمؤمن يجب أن يتذكر قوله تعالى في سورة البقرة " عَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ". إن ما حصل هو ابتلاء من الله عز وجل الذي يقول في كتابه الحكيم في سورة البقرة " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ"، وهذه الآية الكريمة تدعو الإنسان إلى الصبر، والإنسان في حياته يعيش المسرات والأحزان، ولا أحد يأمن تقلبات الزمن وما تأتي به الأيام، ولكنه يتجاوزها بالصبر، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ، إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ، وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ". إن الإنسان إذا لم يفوض أمره لله، ولم يعمل حسابا ليوم تقع فيه المحن والآفات، قد ينكسر ويهزم وتعصف به أول محنة، وتؤثر على صحته النفسية، لذا وجب على الإنسان الصبر والتّأسي في الأزمات، ولنا في نبي الله أيوب خير نموذج. المزيد من التفاصيل يقدمها العلامة مصطفى بنحمزة في هذا العدد من "الدين والناس".