من الطبيعي أن يقوم أبناؤنا بتصرفات نعتبرها مزعجة أو في غير محلها وقد تصدر عنا ردود أفعال نندم عليها لاحقا ولا تصحح في النهاية سلوك الطفل، فلا الضرب ولا الصراخ يغيران شيئا لأنهما أسلوبان خاطئان في التربية، ويتعلم الطفل بسببهما العنف والتواصل بالصراخ. قبل كل شيء، ينبغي أن يكون هناك اتفاق على مجموعة من الأمور المسموح وغير المسموح بها بين الآباء وأبنائهم، وفي حال قيام الطفل بسلوك يحتاج إلى التصحيح، ينبغي أولا الأخذ بعين الاعتبار سن الطفل، فإذا كان عمره لا يتجاوز 5 سنوات، نطلب منه الذهاب إلى مكان معين في المنزل، والبقاء هناك لبعض الوقت حتى يفكر في سلوكه، وبعد أن نشرح له الخطأ الذي ارتكبه، نطلب منه تقديم الاعتذار لإنهاء الموضوع، وفي هذا الإطار ينصح الاختصاصيون بأن لا تتجاوز المدة دقيقة لكل سنة، مثلا: 3 دقائق لطفل عمره ثلاث سنوات. هذه الطريقة لا تعطي نتائج مع الأطفال بعد سن الخامسة، في هذه الحالة نلجأ إلى الحرمان، ونحرص أن يتماشى هذا الحرمان مع السلوك المرتكب، وأن لا تكون هناك إهانة للطفل في ذاته ولكن في التصرف الذي صدر عنه. في بعض الحالات، يتم تصحيح السلوك عدة مرات، ولكن الطفل يعود في كل مرة إلى القيام بنفس الشيء فيقفد الآباء صوابهم ولا يعرفون ماذا يفعلون. أين يكمن الخلل في مثل هذه الحالات؟ وما الذي ينبغي القيام به؟ هذه الأسئلة وغيرها يجيب عليها الدكتور مهدي الطاهري، اختصاصي في الأمراض النفسية والعقلية، في هذا العدد من "نفهمو ولادنا".