دعا مجلس تنسيق شؤون المسلمين في ألمانيا الذي يضم أربع روابط إسلامية كبيرة، لمزيد من الالتزام في مواجهة الإرهاب اليميني بعد حادثي إطلاق النار في مدينة هاناو غربي ألمانيا. وأكد المجلس امس الخميس في مدينة كولونيا غربي ألمانيا أنه تم توجيه العنف ضد مهاجرين بصفتهم مجموعة مستهدفة. وكان المدعي العام الألماني بيتر فرانك قد كشف اليوم الخميس أن الضحايا التسعة في حادثي إطلاق النار ينحدرون من أصول أجنبية. وأوضح أن المسلح، الذي يدعى "توبياس ر."، ألماني يبلغ من العمر 43 عاما وأن له "نزعة عنصرية بشكل جامح". من جانبه، قال بيتر بويت وزير الداخلية المحلي بولاية هيسن التي تقع بها مدينة هاناو إن النتائج المتوافرة حتى الآن تشير إلى وجود "دافع معادي للأجانب". وأكد المجلس أنه يتم المطالبة منذ شهور "باتخاذ موقف واضح ضد أوجه التحريض اليمينية وكذلك ضد معاداة الأجانب"، مؤكدا أن الإرهاب يهدد الجميع، وأشار إلى أن الأوساط السياسية قللت من شأن مشكلة العنف اليميني. وشدد على ضرورة أن ترسل جميع الأطراف الفاعلة في المجتمع إشارة تضامن مع ضحايا الهجمات اليمينية، مضيفا "لقد حان الوقت إلى التحرك والتكاثف سويا". ويعد المجلس بمثابة اتحاد مركزي يضم الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية في ألمانيا "ديتيب"، والمجلس المركزي للمسلمين بألمانيا والمجلس الإسلامي التركي لجمهورية ألمانيا الاتحادية وكذلك رابطة المراكز الثقافية الإسلامية . يشار إلى أن مدينة هاناو بولاية هسن غربي ألمانيا شهدت مقتل تسعة أشخاص في موقعين مختلفين، مساء أمس الأربعاء، ثم عثرت الشرطة بعد الجريمة بساعات، ليلة الأربعاء/الخميس على جثة الشخص الذي يشتبه بأنه هو من أطلق النار على الأشخاص التسعة، في مسكنه، وعثروا على جثة أخرى بالمسكن تبين للشرطة أنها جثة والدته. وكانت السلطات الألمانية ألقت القبض الجمعة الماضية على 12 عضوا في جماعة يمينية متطرفة، وذلك في إطار تحقيق واسع النطاق لمكافحة الإرهاب. وأوقفت السلطات هؤلاء الأفراد بشبهة التخطيط لشن هجمات واسعة النطاق على مساجد في البلاد. وعلى إثر الكشف عن هذه الخطط، طالبت الجمعيات الإسلامية في ألمانيا بتوفير المزيد من الحماية. وكان رئيس المجلس الاعلى للمسلمين في ألمانيا أيمن مزيك قال في تصريحات صحفية إن الخطط الإرهابية "مخيفة للغاية"، مضيفا "بدون حماية الدولة ، يصبح الوضع أكثر خطورة". وحسب آخر الأرقام الصادرة عن الحكومة الالمانية ، تم تسجيل 184 اعتداء على المسلمين والمؤسسات الاسلامية العام الماضي.