بلغ عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بالمغرب حوالي 20.1 مليون مستخدم، حيث يأتي تطبيق واتساب على رأس الشبكات المستعملة، ويقضي حوالي نصف المستعملين أكثر من ساعة يوميا على هذه الشبكات الاجتماعية، حسب تقرير للوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات. هذا المعطى أكده تقرير حديث بعنوان Digital 2020 Global Overview الذي كشف أن المغاربة يقضون حوالي ساعتين و 25 دقيقة في المعدل يوميا في استعمال وسائل التواصل الاجتماعي، متجاوزين بذلك المعدل العالمي المحدد في ساعتين و24 دقيقة. وحول هذا الموضوع، طرحنا ثلاثة أسئلة على رشيد أوراز، باحث اقتصادي. كيف تفسر استخدام المغاربة لوسائل التواصل الاجتماعي بشكل يفوق المعدل العالمي؟ ارتفاع معدل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ظاهرة عالمية وليس بالشيء الغريب، إذ يسجل بالعديد من الدول التوجه الكبير نحو قضاء الوقت على منصات التواصل الاجتماعي، وبالتالي فإنه ليس أمرا مقتصرا على المغرب الذي انفتح بدوره على التكنولوجيات الحديثة وبات مواطنوه قادرين على تحمل تكلفة الاتصال بالانترنت التي انخفضت أسعارها بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى تراجع أثمنة الهواتف الذكية التي أصبحت في متناول جميع الشرائح المجتمعية. ماهي العوامل التي تدفع بالمغاربة إلى قضاء وقت طويل على هذه المنصات؟ تبقى وسائل التواصل الاجتماعي منصات مجانية توفر العديد من الخدمات التي تلقى إقبالا من طرف المستخدمين المغاربة دون الحاجة إلى أداء رسوم أو اشتراكات مالية، وهو ما يدفع بالمغاربة إلى استعمالها بكثافة، لا سيما موقع فايسبوك وانستغرام، وبدرجة أقل موقع تويتر، حيث توفر هذه المنصات فضاءات لتجزية الوقت والترفيه والاطلاع على المستجدات، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة حيث يدفع الفراغ ببعض من لا يزاولون أعمالا إلى قضاء وقتهم في تصفح صفحات منصات التواصل الاجتماعي. من منظور اقتصادي، ما هي التداعيات التي يمكن أن يؤدي إليها هذا الأمر؟ الاستهلاك المفرط لمنصات التواصل الاجتماعي قد يكون له تأثير على انتاجية الفرد المغربي سواء كان عاملا أو موظفا في إدارة عمومية، حيث يمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى تعطيل المصالح وتراجع المردود في حالة قضاء ساعات طويلة في التصفح وإغفال المهام الواجب إنجازها، لكن تبقى وسائل التواصل الاجتماعي سيفا ذو حدين، وفيها أيضا إيجابيات كثيرة كنقل المعلومات والخبرات والمعارف ومشاركتها مع الجمهور العام.