يواجه باريس سان جيرمان الفرنسي اختباراً صعباً وتحدياً قوياً، عندما يحل ضيفاً على ريال مدريد الإسباني في ذهاب الدور الثاني «دور ال16» لدوري أبطال أوروبا. كما تشهد جولة الذهاب مواجهة مثيرة بين بطلين سابقين من أبطال هذه المسابقة، حيث يحل ليفربول الإنجليزي ضيفاً على بورتو البرتغالي. وبين رغبة الريال في تأكيد أنه الكيان الكروي الأول حول العالم، وأنه دوري الأبطال هي بطولته المفضلة، ويقين سان جيرمان أن تخطي الملكي هو السبيل لإثبات أنه أصبح كياناً مؤثراً على خريطة الكرة الأوروبية والعالمية، في ضوء الصفقات التي عقدها، بعدما بلغ إنفاقه نحو 500 مليون يورو للتعاقد مع البرازيلي نيمار من برشلونة الإسباني مقابل 222 مليون يورو، ليصبح أغلى لاعب في تاريخ اللعبة حتى الآن، فضلاً عن التعاقد مع الفرنسي الشاب كيليان مبابي.ونال سان جيرمان مكافأة غير مجزية على تصدره مجموعته في الدور الأول للبطولة، التي ضمت أيضاً فريق بايرن ميونيخ الألماني، حيث أوقعته قرعة الدور الثاني في مواجهة الريال حامل لقب البطولة في الموسمين الماضيين وصاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب «12 لقباً». وصرح الأرجنتيني آنخل دي ماريا لاعب سان جيرمان، قائلاً: ندرك أننا الآن أقوى من الموسم الماضي.. لدينا طموحات هائلة ويمكننا تحقيقها، ولكننا نعلم أيضاً أن الفوز بلقب دوري الأبطال لا يتطلب الموهبة فقط، ولكنه يحتاج أيضاً لبعض التوفيق. وأشار دي ماريا إلى فوزه بلقب دوري الأبطال في 2014 مع الريال والتعادل مع أتلتيكو مدريد في الوقت الضائع من المباراة النهائية، وقال إن الفريق احتاج حينها للحظ أيضاً. وقد تكون الفرصة سانحة أمام سان جيرمان أكثر من أي وقت آخر لاجتياز عقبة الريال، خاصة أن الفريق الملكي يحتل الآن المركز الرابع في الدوري الإسباني، كما فشل في الحفاظ على نظافة شباكه خلال آخر 6 مباريات خاضها، وكان آخرها في المباراة التي فاز فيها على ريال سوسييداد 5/ 2 بالليجا مطلع هذا الأسبوع. وقال سيرخيو راموس نجم دفاع الريال: بعدما حققنا تقدماً كبيراً في الشوط الأول، لن أكون صادقاً إذا أنكرت تفكيرنا في مباراة الأربعاء خلال لقاء سوسييداد، لأننا نلعب طيلة الموسم من أجل مثل هذه المباريات.ويتصدر رونالدو قائمة هدافي دوري الأبطال في الموسم الحالي حتى الآن، كما سجل اللاعب البرتغالي 7 أهداف في آخر 4 مباريات خاضها مع الفريق في الدوري الإسباني. وبعد موسم غير طبيعي على الإطلاق، حانت لحظة العودة بالنسبة للاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو، نجم الريال، الذي يحتاج إلى التألق بقوة أمام الفريق الباريسي، وإثبات أنه في عمر ال33 لا يزال قادراً على الحفاظ على موقعه على القمة، وأنه يستحق الحصول على راتب أكبر. وهو اللقاء الذي سيضع الكثيرين أمام اختبار حقيقي قد لا ينجح في اجتيازه سوى لاعبين قلائل، وفي هذا الصدد تتركز الأنظار على رونالدو انتظاراً لما يمكن له أن يقدمه في هذه الليلة، ويمر النجم البرتغالي بأوقات غير معتادة تحيطه الكثير من الشكوك التي لازمته منذ انطلاق الموسم، بسبب معدل تهديفه المتراجع في الدوري الإسباني. ونجح رونالدو مؤخراً بتسجيل «هاتريك» في شباك سوسيداد، ورفع عدد أهدافه في المسابقة الإسبانية إلى 11 هدفاً أحرزها في 23 مرحلة، وهو ما يعد إحصاء هزيلاً بالنسبة لقائد منتخب البرتغال. ويختلف الحال كلياً مع رونالدو في الأبطال، فقد أصبح النجم الكبير هذا الموسم أول لاعب يسجل أهدافاً في كل مباريات دور المجموعات. يذكر أن رونالدو سجل 9 أهداف حتى الآن في نسخة العام الجاري للبطولة الأوروبية، ويتطلع إلى تسجيل المزيد خلال مشوار فريقه المحتمل في هذه المنافسات. وقال رونالدو في مقابلة نشرها أمس الأول موقع «جول» الرياضي: أسعى دائماً لأن أكون في أعلى المستويات، ولكن أحياناً لا تسير الأمور كما نأمل، ولكن الخبرة علمتني أنه يجب الاستمرار في العمل بجد من أجل الوصول إلى أهدافنا. وأصبح رونالدو يواجه مع مرور الوقت تحديات أكثر، أولها شخصيته وطموحه الذي لا حدود له، الذي يعد أحد أسرار نجاحه، وثانياً يأتي صراعه مع الزمن وتقدمه في العمر، وثالثاً وأخيراً هجمات الانتقادات من الخصوم الذين يترصدون سقوطه منذ سنوات. وتحمل المواجهة أمام سان جيرمان في طياتها الكثير من الرسائل والمعاني الرمزية، فهي لقاء بين فريق يمثل الحرس القديم، وهو هنا ريال مدريد البطل الذي يترنح ولكنه لم يسقط بعد، وفريق يمثل القوى المالية ومعدل إنفاق غير محدود ولاعبين من فئة نيمار وكيليان مبابي. ويتوقع لهذين اللاعبين في المستقبل أن يكونا على رأس جيل يستعد للبزوغ، مع أفول نجمي رونالدو وميسي اللذين بسطا سيطرتهما على الكرة العالمية في العقد الأخير. وحتى يأتي هذا اليوم، يظل رونالدو متمسكاً بخوض التحدي وسيكون اللقاء بمثابة وسيلة للعودة في مظهر النجم الذي لا يزال قادراً على العطاء. وأضاف اللاعب البرتغالي في حديثه مع «جول» قائلاً: سنلعب أمام فريق يملك لاعبين رائعين نحترمهم كثيراً، ولكننا أثبتنا أن ريال مدريد لديه فريق قوي ومتحد ويتمتع بخبرة كبيرة في هذه البطولة، وخلف كل هذه التحديات والتطلعات يظل مستقبل رونالدو غامضاً مع النادي المدريدي، بعد انتشار الكثير من الشائعات مؤخراً.وإذا كانت الشكوك حول مستقبل رونالدو قبل أشهر تنحصر في تطلعات ورغبات اللاعب الشخصية، فقد أصبح الأمر الآن متعلقاً بقرار من إدارة ريال مدريد. ولم يصبح للاعب البرتغالي أي دور في تقرير مصيره، وباتت رغباته وتطلعاته عنصراً غير مؤثر فيما سيؤول إليه أمر مستقبله، وبات رونالدو على يقين تام من هذا الأمر، فإذا تألق خلال هذه المواجهة فسيكون من الطبيعي أن تخرج علينا الصحف بخبر عنوانه «ريال مدريد يجهز عقداً جديداً براتب ضخم لنجمه البرتغالي».