في الوقت الذي انتظر كثيرون أن يُعيد ترشيح ميشال بلاتيني لرئاسة الفيفا اللحمة إلى أسرة كرة القدم، فجّرت خطوة رئيس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم المزيد من الإنقسامات بين الإتحادات المحلية والقارية، وفتحت المجال أمام المزيد من المرشحين للإنتخابات المزمع إجراؤها في السادس والعشرين من فبراير من العام المقبل خلفاً للرئيس الحالي سيب بلاتر الذي أُعيد انتخابه لولاية خامسة، قبل أن يعلن إستقالته في الثاني من حزيران/يونيو الماضي بعد الضغوط الهائلة التي تعرض لها على إثر التحقيقات التي قامت بها السلطات الأميركية والسويسرية وأدت لإعتقال مسؤولين كبار في الفيفا بتهم الفساد. من الواضح ان السباق نحو رئاسة الإتحاد الدولي لكرة القدم قد يكون مختلفاً هذه المرة، بمعنى أن وجود بلاتيني ضمن قائمة المرشحين وعطفاً على الخبرة الإدارية الواسعة التي اكتسبها من رئاسته للإتحاد الأوروبي، سيوّفر الغطاء الداعم له من إتحادات عديدة وهو ما سيجعله الأوفر حظاً ليكون الرئيس التاسع للفيفا فضلاً عن الدعم الواسع الذي يحظى به من أوروبا، أميركا الجنوبية، الكونكاكاف وبعض آسيا…هذا الأمر لم يعجب الكثير من المرشحين ومنهم الأمير الأردني علي بن الحسين وهو من أجل ذلك شن حملة قاسية على الفرنسي وأدرجه ضمن رموز الحقبة السابقة التي جسّدها بلاتر على رأس هرم الإتحاد الدولي، مع العلم ان علي بن الحسين كان يحظى بدعم بلاتيني وعدد كبير من الإتحادات الأوروبية في الإنتخابات السابقة، لكن الأمر سيختلف هذه المرة لأن المرشح هو رئيس تلك المجموعة وبالتالي فإن كل الأصوات الأوروبية ستصب في صالح الفرنسي. تجدر الإشارة إلى أن علي بن الحسين كان المنافس الوحيد لبلاتر في الإنتخابات الماضية ونال 73 صوتاً في الجولة الأولى قبل أن يُعلن انسحابه قبيل انطلاق الجولة الثانية من عملية التصويت. ومن المعروف ان الأمير علي لم يحظ حتى بدعم الإتحاد الآسيوي لكرة القدم في الإنتخابات السابقة وهو لن ينال هذا الدعم خلال شباط المقبل في ظل الصداقة التي تجمع بلاتيني بعدد من رؤساء الإتحادات العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص. ناهيك عن أن آسيا ربما تقدم بشكل "غير رسمي" مرشحين آخرين أحدهما الكويتي الشيخ احمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، والثاني هو الكوري الجنوبي تشونغ هون نائب رئيس الإتحاد الدولي الأسبق والذي خسر انتخابات اللجنة التنفيذية أمام بن الحسين قبل أربع سنوات. وإذا كانت القارة السمراء لم تتلقف بإرتياح خطوة ترشّح بلاتيني، فإن الأفارقة الذي وقفوا بوجه الأمير علي بن الحسين وصوّتوا لبلاتر في أيار/مايو الماضي قد لا يعلنون بالضرورة تأييدهم له في الإنتخابات المقبلة وربما يفضلون إختيار مرشح إفريقي لدخول السباق، مع العلم ان افريقيا شكّلت على مدى السنوات السابقة واحدة من أهم معاقل الدعم للسويسري بلاتر، ولذلك لم يعلن الإتحاد الإفريقي لكرة القدم حتى الآن أي موقف رسمي. في المحصلة، فإن ترشح ميشال بلاتيني لرئاسة الفيفا ربما يكون قد قضى على آمال الأمير علي بن الحسين خاصة وأن الإتحادات القارية تفضّل العمل مع شخص خاض تجربة رئاسة اتحاد عريق ومن الاهم في العالم، لكن يتعيّن على الجميع الإنتظار من الآن وحتى شباط المقبل لمعرفة القائمة النهائية للمرشحين وقدرة كل واحد على تسويق مشروعه لدى الإتحادات القارية.