تمكن فريق حسنية أكادير، في لقائه الودي أمام فريق إشبيلية الإسباني، والذي حضره جمهور لا يتجاوز ثلاثة آلاف متفرج، من تحقيق انتصار بالغ الدلالة على فريق ما زال منتشيا بفوزه، قبل أربعة أيام، بكأس الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ). وقد أدار المباراة الحكم الدولي رضوان جيد، بمساعدة عبد الله إينيسيس وكمال الرغداشي. المباراة دخلها الفريق الإسباني بهدوء، ودون اندفاع زائد، فيما الفريق الأكاديري أظهر منذ البداية أنه عازم على التوقيع على لقاء كبير، يخفف به من غضب جمهوره الذي قرر فصيلان منه مقاطعة المباراة، والتي عرفت في مجملها استحواذا على الكرة من طرف عناصر الحسنية، التي تمكنت من خلق بعض فرص التهديف، التي ضاعت بالأخص من نور الدين الكورش. الفريق الإسباني الذي غابت عنه بعض العناصر الأساسية، نذكر منها هداف الفريق كارلوس باكا والكاميروني مبييا، تمكن من خلال بعض العمليات المتباعدة من أن يسجل هدف السبق، والذي كان من ورائه «فيكيراس ديوغو»، الذي استغل خروجا خاطئا للحارس لحمادي. وهو الهدف الذي حرك مجددا الهجوم المحلي، الذي خلق فرصا محققة ضاعت من كل من ليركي وبديع أووك. ومع بداية الشوط الثاني، سيتمكن فريق الحسنية من تعديل الكفة من ضربة جزاء، أعلنها الحكم جيد لصالحه بعد لمسة للكرة باليد داخل المربع من طرف أحد مدافعي إشبيلية. ضربة الجزاء هذه سيتمكن من تسجيلها، وبهدوء كبير، العميد حفيظ ليركي. وحاول الفريق الإسباني استعادة المبادرة من خلال خلق محاولات بواسطة «إيبورا» و «دينيس سواريز». وتلت هذه المحاولة العملية التي ستثمر الهدف الثاني للحسنية، والذي كان نتيجة مجهود فردي للاعب إسماعيل لحداد، الذي راوغ عددا من اللاعبين قبل أن يسكن الكرة في الشباك. وقد حاولت عناصر إشبيلية التوقيع على هدف التعادل من فرص لا تخلو من خطورة، كان من ورائها كل من «ديلوفو» الذي نفذ كرة ثابتة على خط مربع الحسنية، اصطدمت بالعارضة الأفقية، ليعالجها زميل له بضربة رأسية سيتمكن فهد لحمادي من السيطرة عليها. كما انفرد نفس اللاعب بالحارس لحمادي دون أن يتمكن من هزمه. وكان بإمكان لاعبي الحسنية البركاوي والمرابط، خلال الوقت الإضافي، أن يسجلا هدفين محققين ضاعا بفعل التسرع وعدم التركيز. لكن عموما فقد كانت المباراة بين الفريقين ممتعة، وأظهرت خلالها عناصر الحسنية قدرات ومهارات غابت خلال العديد من المباريات الأخيرة من البطولة الوطنية، بالأخص أمام الماص والوداد. تصريحات: أوناي إيمري ( مدرب إشبيلية ) : « جئنا الى أكادير لنواجه فريقا أراد أن يبين قدراته. وقد كنا متعبين، ولم نتدرب بما فيه الكفاية. كما غابت عنا بعض العناصر. وقد حاولنا إمتاع الجمهور الذي حضر المباراة. كما أننا من خلال مواجهة الحسنية جئنا لنتعرف على لعب وأداء فرق أخرى من خارج إسبانيا. وبالنسبة لتجربتنا بأكادير فقد كانت مفيدة وإيجابية، رغم هزيمتنا. ثم إن فريق هذه المدينة وقع على أداء رائع، أعطانا انطباعا جيدا عن كرة القدم المغربية، والتي كانت لنا بها بعض المعرفة من خلال فريق المغرب التطواني. ولا يفوتني أن أشكر كل من استقبلنا بأكادير، واحتفل معنا بمناسبة فوزنا بكأس يوروبا أوربا..» عبد الكبير أمزيان ( المدرب المساعد للحسنية ) : « أولا أهنيء فريق إشبيلية بمناسبة فوزه بالكأس الأوربية. لاعبونا أبانوا في هذه المباراة عن مستوى كبير، ولعبوا بشجاعة وبثقة كبيرة في النفس. من الناحية التقنية، سيشكل هذا الفوز أمام إشبيلية حافزا كبيرا للاعبينا خلال ما سيأتي من منافسات. وإذا كان البعض يعتبر أن مباراة اليوم هي أحسن مباراة لعبتها الحسنية هذا الموسم، فأنا أذكركم بمباريات أخرى خاضها فريقنا بمستوى كبير، كالمباراة أمام الرجاء بأكادير، وأمام الوداد بالدار البيضاء، بالإضافة الى مباريات أخرى كان فيها عطاء فريقنا قويا ومقنعا. هذا مع الاعتراف بأن لاعبينا خلال مباراة اليوم وقعوا على أداء رفيع…»