مونتشي المدير الرياضي لإشبيلية من الغريب أن يتصارع قطبا الكرة الاسبانية ريال مدريد وبرشلونة على التعاقد مع رجل إداري، ربما تكون ظاهرة جديدة على الكرة الاسبانية والأوروبية بشكل عام، لكن عندما نتحدث عن مونتشي فلا عجب إطلاقاً من مشاهدة هكذا ظاهرة، إنه أحد الرجال الذين صنعوا ربيع مشرق للكرة الاسبانية في العقد الأخير. رامون رودريجيز فيرديخو والمعروف باسم "مونتشي" نجم سابق غير شهير، أو بالأحرى حارس مرمى متواضع لعب مع إشبيلية في تسعينات القرن الماضي 85 مباراة فقط قبل أن يقرر اعتزال اللعب، ليتحول على إثرها لواحد من أفضل المدراء الرياضيين في العالم مؤسساً لحقبة من النجاح لم تنتهي بعد. "رب ضارةٍ نافعة" مثل شهير معروف في إسبانيا والوطن العربي، مونتشي يؤكد أن هذه المقولة تكون واقعية في الكثير من المناسبات، فعند هبوط إشبيلية إلى الدرجة الثانية عام 2000 قررت ادارة النادي تعيينه في منصب المدير الرياضي، مهمته انحصرت في أمرين رئيسيين، أولاً تطوير أكاديمية النادي وقطاع الشبان لخدمة الفريق الأول، ومتابعة المواهب المميزة حول العالم التي يستطيع النادي التعاقد معها. بعد سنوات قليلة فقط بدأت آثار عمل مونتشي الناجحة تظهر في أفق إشبيلية، شبان النادي أصبحوا من ضمن الأفضل في مركزهم بالعالم بعد خمس سنوات فقط، نخص بالذكر هنا سيرجيو راموس نجم ريال مدريد، رييس نجم أرسنال وريال مدريد سابقاً، خيسوس نافاس نجم مانشستر سيتي، مورينو نجم ليفربول. أكاديمية إشبيلية أصبحت من المدارس الكروية المرموقة في إسبانيا، تطوير قطاع الشبان ثم رفد الفريق الأول بأميز اللاعبين من أكاديمية النادي ميزة تحققت بعمل مونتشي الدؤوب. ورغم أن النادي تخلى عن معظم لاعبي أكاديميته بعد ذلك لصالح الأندية الكبرى، لكنه استطاع من خلال الأموال الضخمة التي جناها أن يتعاقد مع لاعبين مميزين جداً عرفتهم كبار الأندية الأوروبية بعد التألق ضمن صفوف إشبيلية.