في الوقت الذي كان الطاقم التقني للمنتخب الوطني لكرة القدم ينتظر تأكيد حضور اللاعب ناصر الشادلي للمباراة الودية التي جمعت "أسود الأطلس" بمنتخب النيجر مساء يوم الأربعاء الماضي، تفاجأ الجميع باختيار اللاعب حمل قميص المنتخب البلجيكي عوض منتخب بلده الأصلي، ولذلك ارتأى اللاعب من دون أي ضغط أو إكراهات أن يتحول من "أسد" يزأر داخل تشكيلة المنتخب الوطني، إلى "شيطان أحمر"، سيدافع عن قميص بلجيكا في الإستحقاقات الكروية الدولية. ولذلك فقد خطا الشادلي على خطى لاعبين مغاربة سبقوه، فضلوا الإنضمام إلى منتخبات أوروبية تتنافس في الاستحقاقات العالمية الكبرى ككأس العالم مثلا، والأمثلة على ذلك كثيرة مثل إبراهيم أفلاي لاعب منتخب هولندا والذي انضم إلى أعتد وأعرق أندية إسبانيا نادي برشلونة، بالإضافة إلى زميله داخل منتخب "الطواحين" خالد بولحروز وآخرين، منهم من تألق في المنتخب الذي اختاره، ومنهم من يتطلع لكسب الرسمية، والبعض الآخر ينتظر دعوة منتخب بلد الإقامة والجنسية عوض المغرب بلد الأصل والجذور. موقف الشادلي انتقده كثيرون ومنهم بعض لاعبي المنتخب الوطني، ومنهم العميد خرجة الذي قال في تصريح لميدي 1 "إن موقف الشادلي المحترف بنادي توينتي الهولندي، لم يكن مسؤولا، لأنه أوهم الجميع خلال مباراة إيرلندا الشمالية، أنه سيختار المغرب لكن لا شيء حصل"، ولم يخف لاعب إنتر ميلان الإيطالي، أن المنتخب المغربي ليس متوقفا على لاعب واحد أو إثنين، وإما لديه مجموعة من المواهب التي ستمنحه الإضافة اللازمة. وكان ناصر الشادلي، قد اختير ك "أحسن موهبة السنة" في الدوري الهولندي، وذلك في استطلاع رأي نظمه الموقع الإلكتروني الهولندي "فوتبالزون". وتفوق الشادلي، على كريستيان إيركسن لاعب أجاكس أمستردام، الذي حل ثانيا، وجوناثان رايس لاعب إيندهوفن الذي جاء ثالثا. وكان الموقع الرسمي للشادلي أعلن أن اللاعب قرر حمل قميص المنتخب الوطني المغربي، وأوضح الموقع أن الشادلي فضل رسميا الدفاع عن ألوان "أسود الأطلس" عوض بلجيكا، وأرجع اختياره إلى إعجابه بالأجواء الجيدة التي طبعت محيط المنتخب الوطني في مباراته الودية ضد منتخب إيرلندا الشمالية ببلفاست في 17نونبر الماضي، التي جرت ضمن الإستعدادات لمواجهة المنتخب الجزائري في الجولة الثالثة من إقصائيات كأس أمم إفريقيا لسنة 2012، المقررة أطوارها النهائية مناصفة بين غينيا الإستوائية والغابون، وأضاف الموقع أن الشادلي أعجب أيضا بظروف العمل تحت إشراف المدرب البلجيكي إيريك غيرتيس مما شجعه على تلبية نداء الوطن الأصلي، وحمل ألوان منتخبه، لكن اللاعب اختار الدفاع عن قميص منتخب بلجيكا. وكان إيريك غيريتس قد أشرك الشادلي البالغ من العمر 22 سنة فقط، في ودية بلفاست، وترك اللاعب انطباعا جيدا عن مستواه، حيث أظهر مؤهلات تقنية وبدنية عالية وواعدة، كما أبان عن انسجام كبير مع اللاعبين بالرغم من مشاركة الأولى معهم.