تحول دوري "الأمل" الذي أحدتثه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، إلى كابوس للمهاجم الرجاوي عبد المولى برابح الذي تعرض لكسر على مستوى الكاحل خلال المباراة التي جمعت الفريق الأخضر بوداد فاس برسم الدور الأول من هذا الدوري، حيث أصيب لاعب المنتخب الوطني الأولمبي إثر اصطدام مع مدافع الواف إيدغار لوي. وسيسغيب برابح عن الميادين لمدة تصل إلى شهرين، فهل سيعوض صاحب بدعة "دوري الأمل" فريق الرجاء عن الضرر الذي لحقه من جراء المشاركة في هذه المسابقة "الهجينة"؟ وفي السياق ذاته انتقد عدد من مدربي الأندية الوطنية إقامة هذا الدوري في هذا الوقت من الموسم، مشيرين إلى أنها مسابقة لا محل لها من الإعراب، ولن تفيد كرة القدم المغربية في شيء، بل على العكس ستزيد من أعباء الأندية سواء المادية أو المعنوية. وأجمع كل المهتمين الذين تحدثت إليهم الجريدة منهم مدربون وأطباء ومعدون بدنيون على أن دوري من هذا النوع محكوم عليه بالفشل، وأشار بعض التقنيين إلى أن الرغبة في منح الفرصة للاعبين الشباب ليندمجوا في الفرق الأولى، يمكن القيام به بطرق أخرى أكثر منطقية وعقلانية، من قبيل إلزام كل نادي مثلا يإشراك لاعبين من شبانه ضمن التشكيلة الرسمية في كل مباراة، إلى غير ذلك من الحلول العملية التي يمكنها أن تعود بالنفع على الكرة المغربية، عوض اللجوء إلى اجتهادات عقيمة من شأنها أن تسقط الكرة المغربية في أخطاء فادحة. وأكد المتتبعون أن قرار توقيف الدوري الوطني لمدة شهر كامل من أجل تنظيم دوري فاشل، ينذر بعواقب وخيمة على مستوى الكرة المغربية في المنافسات الإفريقية التي دخلتها الأندية الوطنية في غياب التنافسية. وأضافوا أن إجراء معظم مباريات هذا الدوري أمام مدرجات فارغة لجواب واضح من الجماهير المغربية التي بعثت من خلال هذا الموقف رسالة لمن كانوا وراء هذه الفكرة، عبروا خلالها عن عدم رضاهم عن إيقاف عجلة الدوري الوطني لمدة طويلة. ولابد أن نشير إلى نقطة هامة هنا حتى تكون الأمور واضحة للجميع، وهي أن ما يسمى بدوري الأمل لم تكن فكرة مدرب المنتخب الأولمبي بيم فيربيك، كما حاول البعض الترويج لذلك، بل هي فكرة تفتقت عن عبقرية عضو جامعي بات على ما يبدو الآمر الناهي في الجامعة. ويبقى التساؤل المطروح متى سيتوقف بعض الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم علماء في اللعبة، عن التعامل مع كرة القدم الوطنية كحقل للتجارب الفاشلة؟