يعتبر انتقال المهاجم الدولي المغربي مروان الشماخ من بوردو الفرنسي صوب الأرسنال الإنجليزي من أهم الأحداث التي شهدتها السنة الماضية، لا على مستوى الحضور الإعلامي، لسببين اثنين، الأول يتمثل في تألقه رفقة بوردو ومساهمته بقيادة المدرب الحالي للمنتخب الفرنسي لوران بلان، في الظفر بلقب الدوري الفرنسي لموسم 2009-2010، بعد غياب دام ما يقارب العشر سنوات، وفوز بوردو أيضا بكأس العصبة الفرنسية سنة 2007، الثاني كان نتيجة الأول، إذ هذه المساهمة كانت وراء اهتمام العديد من الأندية الأوروبية، غير أنه لم يجر الكشف عن وجهته إلى بعد انتهاء عقده شهر يونيو الماضي. بالمقابل ظل أغلب المحترفين المغاربة يواصلون اللعب مع فرقهم، هذا في الوقت الذي برزت أسماء خاصة بالدورين البلجيكي والهولندي، شكلت مصدر اهتمام المسؤولين المغاربة الساهرين عن الشأن الكروي لربط الإتصال بهم من أجل ضمهم إلى المنتخب البلد الأصلي.. وجاء اختيار الشماخ للعب للأرسنال بعد علاقة تميزت بالغموض بينه وبين بوردو، ففي الوقت الذي كان الدولي المغربي يلمح إلى أنه لم يتخذ بعد أي قرار بشأن مستقبله الكروي، كان المسؤولون عن الفريق الفرنسي، يصرحون أنهم متشبثون باللاعب، ولديهم الرغبة في أن يواصل اللعب مع الفريق، بشروط جديدة، خاصة أن نهاية العقد كان مع متم شهر يونيو من العام الماضي. لكن مع إصرار الشماخ في تغيير الأجواء بدأ إسم الأرسنال يتردد بكثرة بكونه الفريق المستقبلي للاعب، ومع تأكد الخبر عبر جون لويس تريود رئيس بوردو عن امتعاضه للطريقة التي غادر بها لاعبه السابق الفريق بهدف الانضمام إلي صفوف الفريق اللندني. وأوضح تريود في تصريحات صحافية أن الشماخ لم يكن محاطا بأشخاص يعرفون مصلحته، وقال في هذا الصدد: "منذ مجيئي إلى رئاسة الفريق، عشت لحظتي رحيل صعبتين، الأول لسفيان ويلتورد والثانية بخصوص الشماخ، لو قبل عرض إدارتنا، كان بإمكانه أن يحسن شروطه، أعتقد أنه كان محاطا بأشخاص سيئين ومستشارين دون المستوى..لم تعجبني على الإطلاق الطريقة التي رحل بها عن الفريق". من جهته، أعلن الشماخ في حوار مع صحيفة "ليكيب" الفرنسية بعد خوضه لآخر مباراة له بملعب شابان دلماس ضد سوشو (0-2)، رحيله عن الفريق الحالي في اتجاه الدوري الإنجليزي الممتاز، وتحديدا إلى النادي اللندني أرسنال، إذ قال في هذا الإطار: "أنا سعيد جدا لكوني سأدخل أجواء الكرة الإنجليزية، إنه أمر مدهش"، وأضاف "لم يكن أرسنال النادي الوحيد الذي أعلن عن رغبته في التعاقد معي، إذ جاءتني عروض من ليفربول وتوتنهام وأخرى من روسيا أعلى قيمة من عروض الأندية الإنجليزية لكني أفضل اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز". وتابع قوله "عرض علي بوردو تمديد عقدي، وكان عرضا من الصعب رفضه من الناحية المادية، لأن الأرقام كانت متقاربة جدا مع ما عرضه علي أرسنال، لكنني كنت أرغب في ارتداء القميص اللندني للعب مع لاعبين كبار مثل فابربغاس وفان بيرسي وأرشافين وتحت قيادة مدرب مميز مثل أرسين فينغر، هذا إلى جانب كوني أعشق طريقة لعب هذا النادي اللندني". وفي السياق نفسه، قال الشماخ في حوار مع إذاعة "مونتي كارلو"، إن الفترة التي قضاها مع بوردو مرت بشكل رائع "نعم، قضيت فترة رائعة مع الفريق، وتميزت علاقتي مع مختلف مكونات بوردو بكونها مرت على أحسن ما يرام، ووقفت بجانبي في الكثير من اللحظات الصعبة..ولو قدر لي أن أقول كلمة خلال هذه المباراة لشكرت الجمهور، الذي سيحظى بمكانة خاصة في قلبي، ولن أنساه على الإطلاق"، وتابع "ورغم أنه لم يكن متوقعا أن أخرج قبل انتهاء المباراة لكن تصفيقات الجماهير طيلة المباراة، أعتبرها بمثابة رسالة وداع، كنت أرغب في إحراز هدف، لكن المهم تحقق، بكسب ثلاث نقاط." انتقال الشماخ إلى الأرسنال، يعد الأفضل بالنسبة إلى الحضور المغربي على الصعيد الأوروبي، ومع انطلاق الموسم 2010-2011، تألق مع فريقه الجديد سواء على صعيد المنافسة المحلية أو الأوروبية، الأمر الذي عزز ثقة المدرب أرسين فينغر، في اختياره ودفاعه عن لدولي المغربي، ليفسح بذلك صفحة جديدة للاعب مغربي للتألق بالدوري الإنجليزي، بعدما سبقه إلى ذلك كل من نور الدين النيبت (توتنهام) ويوسف السفري (كوفنتري سيتي سوثهامبتون، نوريتش سيتي) ومصطفى حجي كوفنتري) ويوسف شيبو (كوفنتري) والطاهر لخلج (سوثهامتون وشارلطون) وطلال القرقوري ( شارلطون)... الحمداوي يغير الأجواء وقع الدولي المغربي منير الحمداوي، على حضور لافت خلال الموسم الماضي، رفقة أزد لكمار رغم أن الأخير وجد صعوبة في الدفاع عن اللقب، الذي أحرزه موسم 2008-2009 وساهم فيه بشكل كبير الحمداوي، الذي تمكن من إنهائه متوجا كذلك بلقب هداف الدوري. مع انتهاء موسم 2009 - 2010 غادر الحمداوي ألكمار في اتجاه النادي العريق أجاكس أمستردام، الذي دافع عن ألوانه عمالقة الكرة الهولندية في مقدمتهم يوهان كريف ورودي كرول ونيسكانس..واصل الحمداوي رحلة التألق مع الأجاكس رغم وجود منافس قوي في خط الهجوم، ويتعلق الأمر باللاعب الأوروغوياني سواريز..لكن، مع مغادرة المدرب مارتن يول، وتعيين إبن الفريق مارك دي بوير، تغيرت الأمور بالنسبة إلى الحمداوي، ولم يعد يشعر بالإرتياح نفسه، الذي ميز مسيرته مع انطلاق الموسم الحالي. منذ مباراة الأجاكس ضد ميلان أس ضمن الجولة السادسة والأخيرة يوم الثامن من شهر دجنبر، غاب الحمداوي عن صفوف فريقه، جراء "الإصابة" أو "التعب النفسي" بحسب ما ذهب إليه مسؤولو الفريق الهولندي..بالمقابل، هذا المستجد الذي حصل للحمداوي، فتح باب الحديث عن إمكانية مغادرته للأجاكس خلال فترة الإنتقالات الشتوية، فحضرت الوجهة الألمانية (فولفسبورغ) والإسبانية (إشبيلية) في غياب أي تأكيد أو نفي من اللاعب أو إدارة النادي، غير أن وسائل الإعلام الهولندية تتقاطع جميعها حول مسألة واحدة وهي عدم ارتياح الحمداوي للأجواء الحالية..لكن قرار البقاء أو المغادرة مازال في طي الكتمان إلى حين. من جهة أخرى يبقى امبارك بوصوفة لاعب نادي أندرلخت أحد أبرز لاعبي الدوري البلجيكي إذ أمسى عنصرا أساسيا داخل التشكيلة التي يعتمد عليها المدرب أرئيل ياكوب، الدليل أنه منذ عودته الأخيرة من الإصابة التي تعرض لها لأزيد من الشهر، منح لفريقه انتصارات مكنته من الإنفراد بصدارة الترتيب العام بعد مرور 21 دورة. أثار تألق بوصوفة، الذي تجاوز الإطار البلجيكي اهتمام الكثير من الأندية الأوروبية، التي أبدت رغبتها في الاستفادة من خدماته، لكن مسؤولي أندرلخت ومن جهتهم عبروا عن تشبثهم باللاعب إذ دخلت إدارة النادي البلجيكي في مفاوضات لتمديد عقده مع الفريق، مع امتيازات مالية جديدة، غير أن بوصوفة لم يكشف بعد تجاوبه أو رفضه للعرض المقدم من أندرلخت وإن ألمح في مناسبات عدة إلى رغبته في تغيير الأجواء، مبرزا إعجابه بالدوري الإسباني دون تحديد فريق معين يتصور نفسه حاملا لقميصه في المستقبل.. لا يتوقف التألق المغربي في سماء الدوريات الأوروبية عند الأسماء السالفة الذكر، بل هناك أيضا المهدي كارسيلا الذي يواصل حضور لافتا مع ستندار دولييج البلجيكي، وإن كان الأخير يجد صعوبة في الحصول على نتائج إيجابية في الموسم الحالي على صعيد الدوري البلجيكي الممتاز، ثم يونس بلهندة ومواطناه كريم أيت فانا، وعبد الحميد الكوثري الذين يواصلون تألقهم مع فريقهم مونبولييه وإن بدرجات متفاوتة ترتبط أساسا بالحيز الممنوح لكل واحد للعب من طرف مدربهم روني جيرار. نور الدين أمرابط أحد العناصر المتميزة في صفوف فريق ايندهوفن الهولندي يواصل مسيرته الموفقة بثبات إلى جانب زكرياء لبيض، فهما معا قبلا الانضمام إلى صفوف المنتخب المغربي الأولمبي وهذا يعد ربحا للكرة القدم الوطنية في حد ذاته يدين كوين بارك رانجرز في المكانة التي يوجد عليها في بطولة الدوري الإنجليزي الدرجة الأولى للموسم الحالي، للدولي المغربي عادل تاعرابت بحكم أنه أصبح عنصرا مهما في التشكيلة الرسمية للمدرب أو نيل بالنظر إلى دوره الحاسم في النتائج المحصل إليها إما من حيث إحراز الأهداف أو خلق فرص التهديف، ولعل صدارة كوين بارك انجرز للترتيب العام تعود في جزء كبير إلى تاعرابت في ضوء هذا المعطي استرعى الدولي المغربي اهتمام فرق إنجليزية على وجه التحديد إلى الموسم المقبل، أي بعد المساهمة في تحقيق صعود الكوين إلى الدرجة الممتازة. وقع يوسف حجي على موسم جيد مع نانسي، رغم أن نهايته لم تكن مفرحة بالنسبة إليه بحكم أنه تعرض لعقوبة التوقيف نظرا للسلوك الذي بدر منه تجاه الحكم الذي قاد مباراة نانسي وفالنسيان، الأمر الذي جعله يغيب عن مباريات فريقه مع بداية الموسم الحالي لكنه وبمجرد عودته منح لنانسي نفسا جيدا وهو ما أهله لحمل شارة العمادة غير أنه لا يستبعد إمكانية الرحيل خاصة بعد توصله بعرض من أولمبيك مارسيليا.