في أجواء احتفالية تليق بمستوى احتضان حدث قاري من قبيل بطولة إفريقيا للأندية البطلة ، استطاع فريق المغرب أتلتيك تطوان أن يفوز على نظيره كازا سبور السينغالي بحصة واحد لصفر، لتبقى مقابلة الإياب بدكار يوم السبت 3 مارس مفتوحة على كل الاحتمالات و محافظة على طابع التشويق ، وهي المقابلة التي ستدور رحاها بعيدا عن المدينة الجنوبية التي ينتسب إليها كازاسبور بحوالي 350 كلم ، خاصة وأن ملعب هذا الأخير يوجد في حالة جد متردية، ويخضع لعملية ترميم وتأهيل شاملين . وبكل موضوعية ، فإن النتيجة التي يعتبرها البعض غير كافية لاتعكس المستوى الحقيقي للمقابلة ، حيث ركن الفريق السينغالي إلى الدفاع منتهجا خطة 4-5-1 معتمدا على الحملات المضادة التي لم تسعفه رغم خطورتها في ثلاث حالات من بلوغ الهدف . فيما قدم فريق المغرب التطواني عرضا جيدا ، أكد من خلاله استرجاعه لأسلوبه ونظام اللعب الذي تميز به خلال الموسم الماضي . حيث أن امتلاكه للكرة والتحكم الهادئ في المقابلة ، تحديدا في شوطها الأول، بل وحتئ في مراحل متقطعة من الشوط الثاني ، إضافة إلى البناء المحكم للعمليات من الخلف، وترجمة أوطوماتيزمات اللعب ، كل ذلك أسفر عن حوالي 12 فرصة سانحة للوصول إلى المرمى، لم تترجم إلا واحدة منها وهو ما يؤكد غياب الفعالية عن هجوم المغرب التطواني، رغم اختراقه المتكرر لدفاعات الخصم . وتمكن الفريق من الحصول على 8 زوايا كادت هي الأخرى أن تنتهي في شباك الحارس، رغم طول قامات اللاعبين السينغاليين، وهو ما يعني أن دفاع كازاسبور يمثل الحلقة الضعيفة في الفريق . الأمر الذي ينبغي التركيز عليه واستغلاله في مباراة الإياب . ومن جهة أخرى، كانت قراءة المدرب إبراهيما ديارا للمقابلة متميزة ولافتة في الشوط الثاني حين اختار هذا الأخير أحيانا، دفاعا متقدما للضغط على مراكز خروج الكرة من الخلف، في إطار محاصرة أسلوب اللعب الذي يحبذه المدرب عزيز العامري والتضييق على المدافعين . إن أبرز إشراقات هذا اللقاء تألق اللاعب بلال ميكري ، حيث كان أجود العناصر على رقعة الميدان، وهو اللاعب الذي كان المغرب التطواني على أهبة إعارته لفريق اتحاد طنجة مجانا ، وبغرابة تم رفض هذه الإعارة من قبل هذا الأخير. ويعزى تحسن مستوى اللاعب بلال ميكري إلى حجم الثقة ومستوى إعداده نفسيا من قبل مساعد المدرب عبد الواحد بنحساين ، الذي كان دائم الاقتناع بقدرات هذا اللاعب ومهاراته . حيث أنه سجل 5 أهداف ساحرة في المباريات الأخيرة لدوري شلانجير التي أشرف عليها هذا الأخير . كما أن المكسب الحاسم والحقيقي للكرة التطوانية ومستقبلها ، من خلال أول ظهور لها في تظاهرة قارية ، يتمثل في مشاركة 6 لاعبين من مدرسة المغرب التطواني رسميا في هذا اللقاء . لينضاف هذا المعطى إلى سلسلة الأرقام القياسة التي يحققها هؤلاء والفريق بصفة عامة . وتجدر الإشارة أنه في معرض الندوة الصحفية التقنية للمدربين ، أكد مساعد المدرب عبد الواحد بنحساين على استمرار حظوظ فريق المغرب اتلتيك تطوان وحلمه في تجاوز هذا الدور في أفق تحقيق تمثيل مشرف للكرة المغربية ، خاصة وأن نتيجة واحد لصفر ليست بالهينة . محسن الشركي