لم يخف عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة افتخاره واعتزازه الكبيرين أمام وزير الاقتصاد القطري والعديد من المستثمرين والمسؤولين الخليجيين والعرب، بكون الربيع العربي كان سببا مباشرا لصعوده إلى السلطة قبل قرابة ثلاث سنوات من الآن. وقال عبد الإله بنكيران الذي كان يتحدث صباح أمس الجمعة في الدارالبيضاء بمناسبة افتتاح الملتقى الرابع للاستثمار الخليجي/ المغربي "إن الربيع العربي جاءنا مزمجرا فسكَّنْناه، وعن طريقه وصلنا إلى الحكومة". بنكيران الذي افتخر بهذا الشكل بصعوده السلطة عن طريق الربيع العربي متناسيا أن المغرب لم تصله شرارة هذا الربيع بفعل السياسة الاستباقية الحكيمة التي اعتمدها المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس متصدية لكل محاولة قل شأنها أو كبر لزعزعة استقرار المغرب و أمنه ، كان يحاول في كلمته الافتتاحية الترحيب برجال الأعمال والمستثمرين الخليجيين لتكثيف استثماراتهم بالمملكة، مشددا على أن الاستقرار الذي ينعم به المغرب يشكل وحده حافزا كبيرا ومشجعا للاستثمار بقوة في المغرب من دون الارتكاز على باقي المميزات الجلى التي ينعم بها البلد الأكثر أمنا واستقرارا في العالم العربي وشمال إفريقيا، غير أنه في معرض حديثه عن هذا الاستقرار سقط في مطبة الكذب عن الحقائق، حيث في الوقت الذي أكد فيه أن المغرب بتاريخه وقف صامدا في وجه جميع التيارات التي هزت العالم العربي، من قبيل الاشتراكية و القومية ثم الإسلام المتشدد، وذلك عن طريق مغربة هذه التيارات بما فيها الربيع العربي، وهي التيارات التي شبهها بالشاي الصيني الذي لم يدخل المغرب إلا قبل مائة سنة، لكنه صار مغربيا مائة بالمائة نتيجة لما أضاف إليه المغاربة من طقوس وتوابل مغربية محض، تمَّ التأكيد على لسان بنكيران أن الربيع العربي دخل المغرب وبسببه وصل الأخير إلى الحكومة. ودعا عبد الإله بنكيران الخليجيين إلى الاستثمار بشكل مكثف بالمغرب في إطار سياسة رابح – رابح و بشكل تدريجي مذكرا بان المغرب و الخليجيين بصفة عامة يشكلون أسرة واحدة مند أكثر من 12 قرنا مشددا على أن هذه العلاقة تتعدى الاقتصاد و الاستثمار إلى التجذر التاريخي المتمثل في انحدار الأصول المغربية من الخليج و بالضبط من الجزيرة العربية. و ترأس بنكيران و الشيخ أحمد بن جاسم آل ثاني وزير الاقتصاد والتجارة لدولة قطرافتتاح الدورة الرابعة للقمة الخليجية للاستثمار الخليجي المغربي تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك ، والتي تدور على مدار يومين ( 28 و29 نونبر 2014 ) بالدارالبيضاء تحت شعار "الدارالبيضاء..بوابة عبور الخليج نحو إفريقيا" بمشاركة أكثر من 500 رجل أعمال مغربي وخليجي ومن دول أخرى وممثلي الهيئات الاقتصادية والمؤسسات التجارية والاستثمارية وخبراء وأكاديميين وباحثين خليجيين ومغاربة ودوليين. ويٌنظم الملتقى الرابع للاستثمار الخليجي المغربي اتحاد غرف مجلس التعاون الخليجي ووكالة الخليج العربي للإعلام والاتصال بشراكة مع مجلس جهة الدارالبيضاء الكبرى ومجلس مدينة الدارالبيضاء والمركز الجهوي للاستثمار بالدارالبيضاء وجامعة غرف التجارة والصناعة والخدمات بالمملكة المغربية والاتحاد العام لمقاولات المغرب والجمعية المغربية للمصدرين ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة والغرفة التجارية الأمريكية بالمغرب ومجموعة أكسفورد بزنس غروب ومجموعة طومسون رويترز. ويبحث الملتقى قضايا التعاون الاقتصادي المشترك والشراكة المغربية الخليجية في إفريقيا ويتم خلال ذلك عرض فرص الاستثمار في قطاعات الصناعة والطاقة والزراعة والصناعات الغذائية والسياحة والعقار، بالإضافة إلى الاستثمار في القطاعين الصحي والتعليمي. ويأتي انعقاد هذا الملتقى تتويجا للجولة الملكية الناجحة في دول مجلس التعاون الخليجي التي أثمرت تفعيلا ملموسا للشراكة الإستراتيجية بين الجانبين والتي ينتظر أن يتم المضي بها قدما نحو آفاق أرحب. بالإضافة إلى الزيارات المتبادلة بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأشقائه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي التي تعكس نجاح الرؤية الملكية في تعميق التعاون المشترك وتوسيع مجالاته لتشمل كل القطاعات الحيوية ولتؤسس لشراكة اقتصادية إستراتيجية بين الجانبين. وجدير بالذكر أن وزراء مجلس التعاون الخليجي رحبوا في اجتماعهم بالعاصمة القطرية الدوحة المنعقد يوم الأربعاء 26 نونبر 2014 بمشاركة المملكتين المغربية والأردنية بمبادرة الملتقى الرابع للاستثمار المغربي الخليجي GulfInvest المنعقد في الدارالبيضاء بالمملكة المغربية يومي 28-29 نونبر 2014م الأمر الذي سيسهم في توسيع آفاق التعاون في المجال الاقتصادي والتجاري وتسهيل إقامة المشاريع الاستثمارية وتشجيع تدفق رؤوس الأموال وإنجاز مشاريع صناعية مثمرة ، داعين إلى العمل على إشراك الفاعلين الاقتصاديين وأصحاب الأعمال من الطرفين في المجهود الذي تقوم به الحكومات. .