لم يفصح عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عن نوع "الخبر السار" الذي سيفاجئ به اليوم الأربعاء المواطنين المغاربة، واعتبر رئيس الحكومة أن الإضراب الوطني الإنذاري الذي تعتزم النقابات خوضه ليس حلا للقضايا المطروحة، مضيفا أن الحكومة ستعلن عن "خبر سار" للمغاربة في نفس يوم الإضراب. وشدد بنكيران، في لقاء للتنسيق والتشاور حول مشروع قانون المالية لسنة 2015 عقده رفقة الأمناء العامين لأحزاب الأغلبية مع فرق ومجموعات الأغلبية بالبرلمان، على أن الحكومة ستمضي في تنفيذ الإصلاحات التي التزمت بها وخاصة إصلاح أنظمة التقاعد. كما اعتبر أن محاولات زعزعة الحكومة والتشويش المستمرة لن تثنيها عن تنفيذ هذا الإصلاح الضروري، مؤكدا أن "العزم منعقد على أن نذهب بالسياسة في اتجاه الارتقاء بها إلى الأمور المعقولة". من ناحيته، دعا محمد نبيل بنعبد الله، وزير السكنى وسياسة المدينة، والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إلى "تطويق كل المحاولات التي تسعى إلى إحداث جو مشحون يصور البلاد على أنها في وضعية أزمة". وقال إن الحكومة مدعوة إلى "الحفاظ على النهج السليم والصائب في تدبيرها للملفات السياسية والاجتماعية والنقابية"، منوها بالنتائج الإيجابية التي استطاعت الحكومة تحقيقها في محيط إقليمي ودولي يعاني عدة أزمات. وحث فرق الأغلبية بالبرلمان على إبراز الإنجازات التي حققتها الحكومة في مختلف المجالات، بالاستناد إلى أرقام مضبوطة ومؤشرات دالة توفرها لها القطاعات المعنية، وذلك لتعزيز المشروع الحكومي "في المواجهة الشرسة" التي يتعرض لها. من جهته، أكد محمد مبديع، الوزير المنتدب المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، وعضو المكتب السياسي للحركة الشعبية، الذي حضر نيابة عن الأمين العام للحزب، امحند العنصر، أنه في الوقت الذي اتخذت فيه حكومات بعض الدول إجراءات مؤلمة وقاسية لاستعادة توازناتها مست الأجور والميزانيات الاجتماعية والاستثمارات، حرصت الحكومة في مشروع القانون المالي على الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين ودعم الاستثمارات العمومية وتشجيع المبادرات الرامية لخلق الثروة. وأشاد الوزير بما تضمنه مشروع القانون المالي الحالي من إجراءات، داعيا الأغلبية البرلمانية إلى مساندته ودعمه بقوة، كما نوه بالمجهودات الإصلاحية التي تبذلها الحكومة رغم بعض "الاندفاعات السياسوية التي تشوش على مسارها". ويبقى الخبر السار غامضا لأن بنكيران عود المغاربة على المفاجآت السارة، التي بشر بها بمجرد فوز حزبه بالانتخابات التشريعية، والتي تحولت إلى زيادات في ثمن المحروقات وفي الاقتطاعات.