في إطار تعيين السفراء الجدد، هيأ وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار لائحة ببعض الأسماء الهدف منها إرضاء أحزاب الأغلبية وعلى رأسها حزب التجمع الوطني للأحرار الذي ينتمي إليه. إجراء مزوار لم يتوقف عند حد الإرضاء بل تعداه إلى إبعاد المشاكسين داخل الحزب من الممارسة الحزبية الداخلية، وبالتالي إبعادهم عن النشاط التنظيمي. ومن بين أولئك نجد محمد أوجار وزير حقوق الإنسان الأسبق وعضو المكتب التنفيذي لحزب الحمامة. إرضاء صلاح الدين مزوار لزميله وقيدومه في الحزب محمد أوجار الذي يبقى، تاريخيا، اقدم من صلاح الدين مزوار في الوجود بالحزب، وإن كانت وراءه الاسباب سالفة الذكر ، فإنه يدخل أيضا في باب ضرب الحساب للاقدمية و احترامها ،علما أن مزوار كان نزل على حزب التجمع الوطني للأحرار بمظلة في وقت من الأوقات حيث كان صديقا وزميلا في قطاع النسيج للوزير اللأول الأسبق ادريس جطو، وظل يعتبر جطو هو عرابه الذي يجب الوفاء إليه بعدما كان استقدمه من عالم النسيج و الألبسة إلى عالم السلطة. إلى هاهنا يبقى الامر جد عادي في مغرب يدبر شأنه عبد الاله بنكيران بأقلية حزبية وأكثرية تقنوقراطية ، لكن الذي ليس عاديا في هذا الأمر هو أن يمس عبد الاله بنكيران عمق الديبلوماسية المغربية و إدارتها الداخلية المحصنة فيقرر تعيين محمد أوجار سفيرا في هيئة الأممالمتحدة بجنيف و يمكنه من موظفين سامين من طينة مدير مركزي في الوزارة شغل منصب سكرتير أول سابق بسفارة المغرب بمندوبية الأممالمتحدة بجنيف. صلاح الدين مزوار بهذا الإجراء لن يكون خالف الأعراف الإدارية والديبلوماسية المتعارف عليها بهدف مساعدة زميله في الحزب باسم الأقدمية و المحاباة وباسم إبعاد المشاكسين من الحزب لتنقية الاجواء لصالحه فحسب و إنما تعداه إلى الكشف عن أن حزب التجمع الوطني للأحرار نجح في تقسيم الكعكة بين"مناضليه" كما عرف كيف يرضي العناصر المنتمية إليه على حساب المصلحة الوطنية في وقت تبقى المصلحة الوطنية أعلى من الأسماء كيفما كانت قيمتها وتاثيراتها داخل الأحزاب..