مارس جل المغاربة اليهود المقيمين بفرنسا أول أمس حقهم المدني في التصويت - كان قد غادر البعض منهم المملكة المغربية منذ أزيد من خمسين سنة- على مشروع الدستور الجديد مما يدل على أن ارتباط الجالية المغربية الوثيق ببلدها ليس له علاقة بالظرفين المكاني والزمني وبالتالي لا ينحني أمام المقولة "بعيد عن العين بعيد عن القلب". وقد توجه بذلك اليهود المغاربة إلى صناديق الاقتراع بباريس وبمدن أخرى في إطار فردي أو رفقة عائلاتهم أو أصدقاء مغاربة مسلمين، في حين توجه آخرون (40 مغربيا) إلى مكاتب الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في إطار مبادرات جماعية تم القيام بها في كريتيل بجنوب فرنسا. و قد أعرب البيرت الحرار، رئيس الجالية اليهودية، بكريتيل نيابة عنها عن تعلقها الشديد والدائم بوطنيتها المغربية وكذا بملكها وجذورها، مما يدل على متابعتهم المستمرة لما يقع في بلادهم الأصلي وهو ما أدى إلى استجابتهم العفوية للدعوة إلى التصويت على مشروع الدستور. حققت "نعم" فوزا ساحقا كشفت عنه الأرقام بعد أن مارس المواطن المغربي حقه المدني في التصويت على مشروع الدستور، وتم تمديد فترة تصويت الجالية المغربية بمختلف بقاع العالم لتكون الأرقام أدق وأشمل لمختلف المذاهب والديانات بما في ذلك المغاربة اليهود المقيمون بفرنسا الذين شاركوا بكثافة في الاستفتاء الدستوري. فبعد دعوة الملك كافة المغاربة داخل المملكة وخارجها إلى التصويت على الدستور حسب القناعات الشخصية، دعا بعض الأئمة في مساجد المغرب إلى القيام بالواجب الوطني لتشمل الدعوة معابد اليهود بفرنسا واستجاب يهود كريتيل بتلقائية لهذه الدعوة بكنيس المدينة. وفي هذا الصدد صرح الحرار بأن الخيارات الجيدة لن تكون إلا إيجابية، كما أن المغرب بلد منفتح يتيح السبيل للتعايش بين الأديان والثقافات مما يجعل منه نموذجا بالنسبة إلى العالم بأسره. كما قال يعقوب انو الميكانيكي بارجونتوي وأحد الناخبين المغاربة اليهود رفقة صديق مغربي مسلم إن المبادرة بالتصويت شيء طبيعي جدا بالنسبة إلى المغربي، في الوقت الذي دعا فيه آخرون في المغرب إلى مقاطعة الاستفتاء، وهو رأي يحترم أيضا، إلا أن مقاطعتهم ثم الاحتجاج على النتائج أمر مضحك بل محزن. فكن أو لا تكن.