شرع عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام للحكومة، في تسريب معلومات جديدة للتخفيف من الضغط الممارس على حكومته، وهو ضغط ناتج عن الفشل في كل القطاعات الاجتماعية، ومضامين هذه التسريبات تتعلق باجتماع لجنة الأولويات التي يترأسها جامع المعتصم، رئيس ديوان بنكيران، قصد التصديق على خطة عمل حكومة بنكيران في الجزء الثاني من ولايتها، حيث ستعمد إلى خلق 250 ألف منصب شغل وتوسيع قاعدة المستفيدين من التقاعد ليصل إلى 50 في المائة بدل 33 في المائة. "اللي ما جا مع العروسة ما يجي مع مها". هذا المثل الشعبي هو الذي ينطبق بقوة على حكومة بنكيران. فالمثل القصد منه حسب المتداول الشعبي أن العروس سألوها عما جلبت معها "الدهاز" فقالت لأهل العريس إن أمها ستحمل معها الأثاث وكل شيء. وانتظروا فجاءت الأم خاوية الوفاض فسألوها عن المحمولات فقالت ستأتي بها خالة العروس وأختها. فقيل "اللي ما جا مع العروسة ما يجي مع مها". بنكيران بعد أن قضى سنتين من عمر الحكومة وهو نصفها تقريبا وبعد أن استأنس بالكرسي وألف سخونته وبعد أن استمرأ الخدم والحشم وسيارات الدولة والغازوال المجاني وكل شيء على حساب الدولة والميزانية العامة وجيوب دافعي الضرائب وجد نفسه وقد حمل معه زوائد كثيرة وأنه أكثر الكلام فكثر سقوطه في العديد من المحطات. ومن أجل ترقيع بكارة يستحيل عودتها بعد أن لعق أبناء العدالة والتنمية عسل الوزارات بدأ في إطلاق وعود جديدة. "اللي ما جا مع العروسة ما يجي مع مها". لقد كانت وعود بنكيران كبيرة بحجم أحلام المغاربة قاطبة. لقد وعد وأخلف. وهو يعرف ما يستحقه من يخلف الوعود دنيا وآخرة. ويعرف جيدا أن الدستور الجديد عزز آليات الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة وأن الحساب سيكون عسيرا ولن يفلت بعد اليوم أحد من العقاب. وعد بنكيران المغاربة بالمفاجأة السارة مباشرة بعد توليه رئاسة الحكومة. وكانت المفاجأة جد سارة. زيادات كبيرة في أسعار المحروقات تجاوزت المرتقب وتبعها زيادات في أسعار مواد أخرى. وانتظر المغاربة الإصلاحات التي وعد بها بنكيران. انتظروا تحديد الحد الأدنى للأجور في سقف ثلاثة آلاف درهم كما ورد في البرنامج الانتخابي لحزب العدالة والتنمية فكانت المفاجأة وهي أن الأجور بقيت جامدة والذي تحرك هو سلم الأسعار. وانتظر المغاربة إنتاج فرص الشغل فكانت المفاجأة هي أن العديد من المغاربة فقدوا مناصب الشغل وذلك نتيجة الإجراءات التي اتخذتها حكومة بنكيران حيث اضطرت العديد من الشركات والمقاولات إلى إغلاق أبوابها وتسريح العمال أو تقليص عددهم. بعد أن انتظر المغاربة من بنكيران تحقيق ما وعد به في برنامجه الانتخابي أو على الأقل تحقيق ما وعد به في برنامجه الحكومي والذي جاء كله بنتائج عكسية جاء اليوم ليقول للمغاربة إنه قادر على تحقيق المعجزات في الأيام المقبلة. "اللي ما جا مع العروسة ما يجي مع مها".