ما زالت ردود الفعل تتوالى بشأن الجريمة الشنعاء التي أقدمت عليها عناصر تابعة للجيش الجزائري قرب الحدود مع موريتانيا، بقتل شابين صحراويين، وكذا بشأن الانتفاضة التي اندلعت داخل مخيمات "البوليساريو" التي يحتجز فيها الآلاف من المواطنين المغاربة الصحراويين منذ سبعينيات القرن الماضي، وهي الانتفاضة التي أسقطت القناع عن الوجه الحقيقي لقيادة الانفصاليين التي لم تعمل طيلة أكثر من ثلاثة عقود من الزمن سوى على التلاعب بمصير الصحراويين والاتجار بوضعهم لدى مختلف الهيئات والمنظمات من أجل استدرار المساعدات والدعم لقضية وهمية اخترعها النظام الجزائري اختراعا في محاولة لعرقلة مسيرة المغرب. في هذا الإطار تأتي رسالة جمعيات مغربية وإفريقية تنشط في مجال حقوق الإنسان بإيطاليا، لتوجه دعوة ملحة لمركز كيندي للعدالة وحقوق الإنسان بهدف التحرك إزاء الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان في مخيمات "البوليساريو". وجاء في رسالة موجهة لمكتب المركز المذكور بإيطاليا، أن شبكة جمعيات الجالية المغربية بإيطاليا والفدرالية الإفريقية بمنطقة توسكاني، تدعوان على الخصوص "لتسليط كل الضوء" على اغتيال شابين صحراويين كانا يحاولان الهروب من "جحيم تندوف"، من طرف الجيش الجزائري، الشهر الماضي قرب الحدود الجزائرية الموريتانية. كما نددت الجمعيتان بقوة بالقمع الأعمى الذي تمارسه ميليشيات "البوليساريو" على المتظاهرين في مخيمات تندوف الذين خرجوا للاحتجاج ضد "انتهاكات حقوقهم وكرامتهم الإنسانية". وأوضح ممثلو الجمعيات، في بلاغ، أن "انتفاضة الشباب الصحراوي ضد ديكتاتورية مرتزقة البوايساريو ينبغي أن تحث بعض الأطراف، الذين ما زالوا يؤمنون بالأطروحات المغشوشة للحركة الانفصالية، إلى إعادة النظر حول الطبيعة الحقيقية للنزاع في الصحراء الذي يعمل النظام الجزائري، بجميع الوسائل، من أجل إطالة أمده واضعا السلام بالمنطقة في مهب الريح". وقال ممثلو الجمعيتين إن شباب الانتفاضة التي تهز المخيمات بتندوف أرادوا تبليغ رسالة قوية وواضحة إلى المجتمع الدولي الذي عليه ألا يتجاهل انتهاكات كرامة الرجال والنساء داخل مخيمات العار.