لم تجد خديجة الرياضي، رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان نيابة عن وكيلها السلطان عبد الحميد، غير أحضان البوليس "القمعي" ليحميها من مواطنين خرجوا للتعبير عن دعمهم للدستور الجديد، وغلب عليهم الحماس والحمية ضد من يعتبرونهم أعداء الوطن، وإن كنا لا نحبذ الاعتداء على أحد مهما اختلفنا معه, فإن سلوك المواطن محكوم باعتبارات بعيدة عن حساباتنا نحن، لكن الرياضي التي تلعب رياضة "الغميضة" لا تريد أن تفتح عينيها على واقع متغير, وعلى شعب لم يفوضها الحديث بإسمه ، وكلما قالت الشعب يريد قال الشعب إني أريد ما لا تريدين. وإذا كان اللبيب بالإشارة يفهم ,فإن خديجة الرياضي لن تفهم حتى بالدبزة، فهي رفيقة ,محترفة نضال, ووقفات احتجاجية ,وقد تكشف الأيام عن احتراف الرفيقة لأشياء أخرى، فالرياضي شخصية تتضامن مع بغلة عثرت في العراق, ومع طفلة صفعها والدها في الصومال ,ومع الثورة في الثلث الخالي من الدنيا وهي ترفع شعار الشعب المغربي يتضامن مع.....وتترك نقط الحذف لتملأها عند الحاجة. وبعد أن انكشفت عورة خديجة الرياضي المتحالفة جورا مع ندية ياسين التي انكشفت عورتها بأثينا واصبحت حركة 20 فبراير في مهب الريح، أصبحت رفقة براح الجمعية تجول بالرباط بحثا عن سفارة أو قنصلية لتحتج أمامها ولم تجد غير السفارة السورية لتنظيم وقفة احتجاجية لم يحضر إليها أحد فأعلن المتعهدون تأجيلها إلى وقت لاحق. ماذا تعرف خديجة الرياضي عن سوريا وعن غيرها من البلدان؟ هي طبعا لا تعرف شيئا بدليل أن البلد الذي تريد أن تتضامن معه ضد رئيسه بشار الأسد خرج بالملايين ليقول لها "دخلي سوق راسك" فنحن أدرى بشعاب بلدنا، وإن كنا نريد لسوريا، التي يجمعنا بها التاريخ المشترك، أن تعيش في ديمقراطية فإننا لا يمكن أن نفرض على هذا البلد طريقته في الإصلاح. بالعربية تاعرابت ماشي شغلنا هذه مشغلة السوريين. وإن كانت خديجة الرياضي لا تعرف واقع الشعوب والدول التي تتضامن معها فإنها تعرف من أين يأتي التمويل وكيف يأتي وما هي مصادره ويكون ثمنا لأي شيء. فهي تعرف ثمن تظاهرة بالرباط تضامنا مع البغلة التي عثرت في العراق. وهل تم في كل بلاد الدنيا تنظيم وقفة تضامنية مع حركة 20 فبراير؟ طبعا لا. لكن خديجة الرياضي وحدها معها الحق والعالم كله على خطأ. فالاتحاد الأوروبي، الذي منح المغرب وضع الشريك في الديمقراطية، على خطأ. وبان كي مون، الذي أشاد في خطاب تنصيبه أمينا عاما للأمم المتحدة للمرة الثانية بالثورة الدستورية المغربية، على خطأ، ومراكز البحث الاستراتيجي التي اهتمت بالمراجعة الدستورية ووصفتها بالتقدمية على خطأ. والقوى السياسية التي وافقت على الدستور وشاركت في صياغته على خطأ. والشعب الذي خرج بمئات الآلاف على خطأ. وحدها خديجة الرياضي على صواب.