سيرا على نهج الشعب يريد إسقاط (....) حد الوصول إلى المطالبة بإسقاط كل شيء، لماذا لا نرفع شعار الشعب يريد إسقاط الشعب ,من أجل شعب جديد. ليس تقليدا طبعا لشعارات الشعب يريد التي في غالبا ليست منطقية، وليس من قبيل التفكه نرفع شعار الشعب يريد إسقاط الشعب، ولكنه مطلب حقيقي وتاريخي ومنسجم مع اللحظة التي نعيشها واللحظات التي نستقبل وإلا سنسقط جميعا دون أن ندري. ليس تجنيا إذا قلنا إن وسط الشعب شعوب، نريد الشعب الحقيقي أن يسقط الشعب غير الحقيقي، نريد الشعب الذي يتمسك بثقافة المغرب وجذوره أن يسقط الشعب الذي لا ثقافة له، ولا نريد بالإسقاط القتل والرجم، كما يبشرنا بذلك الدمويون، ولكن نريد بالإسقاط تغيير الثقافة والسلوك. فينا الشعب الذي لا يريد أن يشتغل، الشعب الذي يريد الراتب فقط دون أداء مهامه، وكأني به يتلو كتاب باكونين زعيم الفوضويين المعنون ب"الحق في الكسل"، لكن الرجل كان واضحا حيث اعتبر أن من حق الكسلاء أن يعيشوا بعيدين عن الآخرين حتى لا يعرقلوا التقدم الاجتماعي، لكن من بين الموظفين الكسلاء نحن مناضلون ثوريون لا يعملون بتاتا بل يعتبرون أنهم "قولبوا" الدولة والذي يضيع هو المجتمع. ومنا الشعب الذي احترف قول لا دون أن يقدم مشروعا بديلا، ولا بديل لديه أصلا لكنه احترف خلق الفتنة، ولا يعيش إلا في الضجيج، لأنه إذا ما اتضحت الأمور انكشفت سوأته. ومنا الشعب الذي يعرف حقوق الإنسان، يعرف حق العيش وحق الشغل والتعليم والصحة وكل شيء وهي حقوق معقولة لكن لا يعرف واجبات الإنسان، الشعب الذي يريد أن يأخذ دون أن يعطي. ومنا الشعب الذي يعتبر المسؤوليات موقعا للسرقة والاغتناء غير المشروع، سواء كانت هذه المسؤوليات مناصب في الوظيفة العمومية أو مناصب انتخابية. ومنا الشعب غير المعني بالحياة العامة، ولا يعيرها اهتماما، وهو الشعب الذي يقول دائما "آش دارو" دون أن يريد الفعل ويسعى إليه، الشعب الذي لا يقترح ولا يشارك ولا يدلي برأيه وصوته أو يمنح صوته دون أن يعنيه قيمة الصوت. هذه الشعوب الموجودة داخل الشعب الواحد, هي أصلا ثقافات ترسخت مع الوقت حتى غطت على الثقافة الأصلية للمغاربة، وثقافة المغاربة الحقيقية هي أنهم شعب متضامن وغير أناني، وشعب يكد ويكدح وهو شعب التضحيات من أجل الآخرين, وشعب الفداء وشعب الصبر والتحمل خدمة للصالح العام. إذن شعار إسقاط الشعب يحمل هذا المعنى وهذا المضمون، يعني إسقاط هذه الثقافات السائدة التي تجعل من مجموعات بشرية مجرد مستهلكة لكل ماركات التقليد.