قدم المؤرخ الفرنسي برنار لوغان أستاذ التاريخ المعاصر لإفريقيا بجامعة ليون الثالثة، شهادته حول قضية الصحراء المغربية، ودور الجزائر في تأجيج الصراع القائم، وسعيها إلى مزيد من التوسع على حساب المغرب، وأكد لوغان عبر مجموعة من الأدلة والإثباتات من خلال شريط بثه على موقع يوتوب العالمي، زيف ادعاءات الجزائر بشأن قضية الصحراء، وادعاءاتها الكاذبة التي تدخل في إطار حملتها الدعائية ضد المغرب لدعم صنيعتها البوليساريو، حيث أكد أن المغرب الذي هو أمة إمبراطورية عتيقة، يعتبر إلى جانب تونس الأمتين بالمنطقة، أما الجزائر فلم تكن دولة، بل مجرد وصاية تركية، قبل أن تتخذها فرنسا محافظة فرنسية. وأضاف لوغان الذي يعمل مستشارا لدى الأممالمتحدة، أن فرنسا قامت بعد استقلال المغرب، باقتطاع جزء من الصحراء الشرقية لفائدة الجزائر، وهو الجزء الذي قال المؤرخ الفرنسي إنه يمتد من كولومب بشار حتى تيندوف، دون احتساب موريطانيا من جهة الجنوب التي كانت جزءا من المغرب، وأضاف لوغان أن الصحراء الغربية كانت جزءا من التراب المغربي. واعتبرت أدلة لوغان، بشأن قضية الوحدة الترابية، بمثابة شهادة مدوية وبارزة لعالم بخبايا إفريقيا وأحد المتخصصين الكبار في القضايا الإفريقية حول مغربية الصحراء، حيث ذكر أنه عبر التاريخ لا وجود لكيان اسمه الجزائر، وأن تاريخ إفريقيا لم يتحدث أبدا عن دولة اسمها الجزائر والتي تم خلقها دون سند تاريخي، مشددا على أن ما يسمى بالبوليساريو هو نتاج لدولة الجزائر لخلق منفذ لها على المحيط الأطلسي، كما أن المستعمر الفرنسي كان يرغب في خلق دولة في الجزء الجنوبي، علما أن دولة كهذه لن تستطيع أن تكون قابلة للعيش إلا بالاتجاه نحو مدريد التي كانت تتمسك بالبقاء في المنطقة من خلل هذا الكيان الهش. وأشار الخبير الفرنسي، الى أن الصحراء مغربية قديما وحديثا، وأن كل الشهادات التاريخية التي تحبل بها الكتب والمراجع تؤكد على هذه الحقيقة، مشيرا إلى أن أكبر دليل على مغربية الصحراء، حضور المغرب على طول منطقة الساحل والصحراء، حيث مازالت المساجد في مدينة تومبوكتو بمالي شاهدة على هذا الحضور، كما أن هذه المعالم الدينية كانت تدعو كلها للسلطان المغربي، وأن نفوذ المغرب حينئذ وصل إلى مالي وموريطانيا جنوبا. وأشار المؤرخ الفرنسي إلى السند التاريخي بأن الصحراء مغربية، وأن الجزائر كانت مجرد مناطق معزولة سعت بكل ما أوتيت من قوة لخلق كيان صحراوي، في حين أن الصحراء في تاريخها كانت تابعة لملوك المغرب، وهو ما يفند كل ادعاءات حكام الجزائر، خاصة أن لوغان يعتبر واحدا من المؤخرين البارزين الذين تخصصوا في التاريخ الإفريقي وخاصة تاريخ شمال إفريقيا، الذي يعتبر المغرب جزءا أساسيا فيه. وتعتبر هذه الشهادة من هذا المؤرخ الفرنسي بمثابة رد موضوعي وقوي على حكام الجزائر، سيما أن برنار لوغان معروف برصانته الفكرية ونزاهته العلمية ومن المشهود لهم بالموضوعية والاستقلالية على الصعيد الدولي وأحد المتخصصين الكبار في الشأن الإفريقي. يذكر أن برنار لوغان ولد بمدينة مكناس في 10 ماي 1946، وهو مؤرخ فرنسي مختص في الشؤون الإفريقية وأستاذ التاريخ المعاصر لإفريقيا بجامعة ليون الفرنسية، وأستاذ محاضر في العديد من الجامعات الدولية وهو صاحب مجلة "حقيقة إفريقيا".