دخلت أمل كنان (amel guenane)، وهي ابنة السفير الجزائري بفرنسا، محمد كنان، التي حلت بالمغرب، وأقامت بالمركب السياحي "باب أوتيل" بمراكش، من يوم 8إلى يوم 11 أكتوبر الجاري، رفقة مواطن فرنسي يدعى مسبق سامي (msabbak sami)، في مشاداة مع شرطي مرور. الشخصان المذكوران ركنا سيارتهما المكتراة في مكان ممنوع قرب محطة القطار بعاصمة النخيل، واحتجا بشدة على قيام الشرطي بواجبه المهني خلال تقييده المخالفة، بل رفضا أداء المبلغ المحدد في المخالفة. أمام هذه الحالة، انتقلت عناصر الشرطة بالدائرة الأولى المكلفة بالديمومة إلى عين المكان، وطالبت الشخصين المذكورين بمرافقتها إلى مقر الدائرة، وهناك أديا مبلغ 300 درهم حسب ما تفرضه طبيعة المخالفة. من المعلوم أن قانون المرور والسير والجولان في كل بلدان العالم معمول من أجل ضبط تنقل وتوقف السيارات ومختلف أشكال العربات في ظروف جيدة؛ ومطلوب من جميع السائقين وأصحاب السيارات التعاون والتفهم من أجل التطبيق السليم لهذا القانون، لكن هناك أشخاص يعتبرون أنفسهم فوق القانون، خاصة إذا كانت لهم قرابة مع شخصيات سامية، اعتقادا منهم أن حصانة هذه الشخصيات تشملهم هم أيضا. لذلك، ف"حرق" الضوء الأحمر، مثلا، يصبح شيئا عاديا، وعدم الوقوف في الأماكن التي توجب ذلك لا يهمهم، وتجاوز السرعة المحددة لا ينطبق عليهم... وإذا ضبط شرطي المرور مخالفة، وأراد تحريرها في محضر، تثور حمية هؤلاء الأشخاص، معلنين رفضهم للخضوع للقوانين الجاري بها العمل. هذه الحالة جسدتها ابنة السفير الجزائري بباريس في مدينة مراكش التي جاءت لزيارتها، ولمخالفة قانون السير بها، في الوقت الذي كان عليها - وهي الضيفة المكرمة - أن تعطي المثال في احترام القانون الجاري به العمل في البلاد. وهنا نطرح مجرد تساؤل : هل تفعل ما فعلته في مراكش بباريس أو بأي مدينة فرنسية تزورها؟ إن المغرب بلد القانون الذي ينبغي على الجميع، مواطنين وزوارا، احترامه والامتثال له بكل أريحية وسعة صدر، خاصة إذا عرفنا أن أعلى سلطة في البلاد تعطي المثل في الانضباط واحترام هذا القانون، ولا تجد أية غضاضة في الوقوف، مثلا، عند الضوء الأحمر، والتحرك أو التجول طبق ما تحدده العلامات الطرقية الموضوعة لهذا الغرض. وفوق هذا، فالقانون تم وضعه لتطبيقه واحترامه وليس لتجاوزه واختراقه.