رسائل أشرطة القاعدة المشفرة بعد اعتقال علي أنوزلا، مدير موقع لكم، إثر نشره لشريط فيديو منسوب لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، يدعو للفتنة ويحرض الشباب المغربي لممارسة القتل والإرهاب، ثارت كل الأسئلة القانونية والمتعلقة بحرية التعبير وحق الصحفي في الوصول إلى المعلومة، ودار جدل قوي حول حق أنوزلا في نشر الفيديو المذكور، لكن السؤال الحقيقي غاب عن هذه النقاشات وهو حاسم في الموضوع ومن خلاله يمكن تحديد المسؤوليات وتحديد المواقف أيضا : لمن يتوجه تنظيم القاعدة أو من صنع الشريط برسائله؟ وأي شيفرات يحمل الشريط؟ هل هو موجه للمواطن المغربي السابح في بحر النيت أم موجه لجهة معينة ومحددة؟ بداية لنفترض جدلا أنه من حق علي أنوزلا وغيره وأي موقع أو جريدة أن تنشر شريطا أو وثيقة منسوبة للقاعدة موجهة بشكل من الأشكال إلى أي جهة من الجهات. وهذه الأشرطة والوثائق يكون الهدف من ورائها هو التحريض على القتل. فمن يتحمل مسؤولية نتائج التخريب الذي يقع بعد نشر هذه الرسائل؟ هل سيتحملها الناشر بعد أن يكون الأوان قد فات؟ أم ستتحملها الدولة التي لم تؤد وظيفتها في الضرب استباقيا على يد من ينشر الفتنة؟ ونشير إلى أن طرح السؤال حول رسائل أشرطة القاعدة المشفرة لا يمكن بتاتا أن يغيب السؤال القانوني باعتبار أن أي بلد له قوانين ناظمة، وأطر لحماية المواطنين من الجريمة بكل أشكالها وعلى رأسها الجريمة الإرهابية، وبالتالي لا يمكن بتاتا الحديث عن الحق في نشر مثل هذه الأشرطة لأنها تمس حريات مواطنين آخرين يمكن أن يؤذيهم الإرهاب وفي أية لحظة. وعودة إلى السؤال الأساسي والمتعلق بلمن يتوجه تنظيم القاعدة أو من صنع الشريط برسائله؟ وأي شيفرات يحمل الشريط؟ هل هو موجه للمواطن المغربي السابح في بحر النيت أم موجه لجهة معينة ومحددة؟ فأشرطة القاعدة تحمل رسائل عديدة لجهات محددة. فهي أحيانا تتضمن شيفرات موجهة للخلايا النائمة بالبلدان المستهدفة بالإرهاب الذي تمارسه القاعدة، وبالتالي يكون الموضوع توجيه عناصر القاعدة أو المرتبطين بها إلى الأهداف المحددة من خلال الشيفرات المتضمنة في الخطاب . أو تكون موجهة إلى دولة معينة من أجل التهديد وتخفيف الضغط على الجهات المرتبطة بتنظيم القاعدة أو المرتبطة بالمحرك الأساسي لهذا التنظيم، الذي تحول إلى شركة تضم موارد بشرية تحمل السلاح وتتوجه إلى الأماكن التي يسعى المحرك الأساسي إلى زعزعتها. فكانت أشرطة أسامة بن لادن، التي يتم بثها عبر قناة الجزيرة التي انفردت لزمن طويل بنشر هذه الأشرطة، رسائل موجهة لأتباعه، وبعد كل شريط تبثه القناة المذكورة يقع حدث ما في مكان ما من العالم، حتى أصبحت المخابرات الدولية تهتم كثيرا بهذه الأشرطة لمعرفة مخططات تنظيم القاعدة. ولهذه الأسباب اعتقلت السلطات الإسبانية الصحفي السوري تيسير علوني لاتهامه بالارتباط بتنظيم القاعدة وحكمت عليه بسبع سنوات سجنا. الأشرطة ليست موجهة للمواطن العادي أو السياسي الذي يسعى للاستقرار ولكنها موجهة للخلايا النائمة. فهل أنوزلا ساعي بريد رسائل مشفرة أم "موظف" بدرجة مسؤول قيادي في التنظيم الارهابي؟