أثر حلول شهر رمضان الفضيل بشكل كبير على القطاع السياحي المغربي. وفقد القطاع السياحي الوطني قرابة 160 ألف ليلة مبيت. وفي الوقت الذي اعتاد القطاع السياحي المغربي أن يعيش على إيقاع الارتفاع في شهر يوليوز بزيادة موسمية في عدد المبيتات تقدر بحوالي الثلث، أثر حلول شهر رمضان هذه السنة مع بداية الأسبوع الثاني من شهر يوليوز في هذه الارتفاعات ليقلص من عدد ليالي المبيت. وتوقعت دراسة ميدانية أجرتها المندوبية السامية للتخطيط تتعلق بالتأثيرات الموسمية لشهر رمضان على الاقتصاد الوطني أن تكون تداعيات حلول شهر رمضان على القطاع أكثر أهمية خلال شهر يوليوز بالمقارنة مع شهر غشت، مؤكدة على أن حلول شهر رمضان خلال نفس الفترة من شأنه حرمان القطاع من هذه الزيادة٬ حيث يقدر تأثير رمضان بما يعادل -44٪ بالنسبة للمبيتات الإجمالية و-59٪ بالنسبة لمبيتات المقيمين. وأضافت الدراسة أن رمضان الأبرك سيتسبب في نهاية المطاف إلى فقدان ما يقرب من 10٪ من العدد المتوسط للمبيتات السياحية خلال شهر يوليوز و22٪ من الليالي التي يقضيها المقيمون أي ما يعادل 160.000 إقامة ليلية تقريبا على الصعيد الوطني. وبالنسبة لشهر غشت توقعت المندوبية في دراستها انخفاض تأثير شهر رمضان خلال شهر غشت 2013 مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. حيث سيؤدي تزامن ثمانية أيام من الصيام مع بداية هذا الشهر إلى انخفاض متوسط يقدر ب6.5٪ في المبيتات الإجمالية و16٪ بالنسبة للمقيمين، أدنى بكثير مما تم فقده خلال شهر غشت من السنة الماضية. وهكذا، فإن موسم الذروة سيكون أكثر ملائمة خلال هذا الشهر، الذي يشهد عادة زيادة موسمية في عدد المبيتات تقدر ب34٪ (مرتين للمقيمين) بالمقارنة مع المستويات المتوسطة. من جانب آخر، أشارت دراسة المندوبية السامية للتخطيط إلى أن شهر رمضان سيكون له تأثير أكبر في أسعار المواد الغذائية خلال شهر يوليوز مقارنة مع غشت. ويقدر تأثير حلول شهر الصيام في مؤشر أسعار استهلاك المواد الغذائية ب0.7٪ خلال شهر يوليوز٬ علما أن هذا الأخير سيعرف٬ في الوقت نفسه، انخفاضا موسميا في نفس المؤشر يقدر بنحو 1.3-% في المتوسط. وتجدر الإشارة إلى تأثير شهر رمضان على أسعار المواد الغير غذائية سيظل محدودا دون دلالة إحصائية مهمة. وتعتبر الأسماك والخضروات أكثر المنتجات الغذائية تأثرا بحلول شهر رمضان. حيث ينتظر أن تشهد أسعار الأسماك ارتفاعا يصل إلى 6٪ خلال شهر يوليوز من جراء تزامنه مع حوالي 21 يوما من رمضان، بالإضافة إلى الارتفاع الموسمي الذي تعرفه هذه الأسعار خلال نفس الشهر والذي يقدر ب 2٪ في المتوسط. أما بالنسبة للخضروات الطازجة فإن تأثير شهر رمضان سيبلغ 2.2٪، غير أن الانخفاض الموسمي المهم الذي تعرفه أسعار الخضروات خلال شهر يوليوز (حوالي -13,6%) من شأنه أن يحد من الارتفاع الناجم عن تزايد الطلب خلال شهر رمضان. وفيما يخص الفواكه الجافة ومنتجات الألبان توضح الدراسة تأثر أسعارها بما يقارب 1٪ و0.2٪ على التوالي خلال شهري يوليوز وغشت من هذه السنة. وحسب مصادر تجارية موثوقة فإن أسعار الأسماك والخضر والفواكه والفواكه الجافة ستستمر في ارتفاعها إلى ما بعد رمضان، حيث سيزداد الطلب على الاستهلاك الداخلي بسبب ذروة هذا الاستهلاك الذي سيتزامن مع تواصل العطلة الصيفية. على صعيد قطاع النقل٬ تشير الدراسة إلى أن قطاع النقل السككي سيتأثر أيضا بالتداخل الحاصل هذه السنة بين التغيرات الموسمية وتأثيرات التقويم المتعلقة بشهر رمضان. إذ ستبلغ مساهمة التطور الموسمي الخاص بشهر يوليوز حوالي 25٪ من نشاط القطارات٬ التي من الراجح فقدانها بفعل حلول شهر رمضان الذي يعرف عادة حركة نقل منخفضة بالمقارنة مع المتوسط. أما خلال شهر غشت الذي يعرف زيادة موسمية في أنشطة القطارات بحوالي 38٪٬ فإن تأثير شهر رمضان سيصل إلى -11٪٬ وهو ما يشكل تغيرا إجماليا ايجابيا يقدر ب27٪.