أفادت دراسة، أنجزتها المندوبية السامية للتخطيط حول "تأثيرات رمضان وتفاعلها مع التغييرات الموسمية"، أن شهر الصيام سيكون له تأثير أكبر على أسعار المواد الغذائية خلال يوليوز الجاري مقارنة مع غشت المقبل. وأشارت الدراسة نفسها إلى أن التأثير على مؤشر أسعار استهلاك المواد الغذائية يقدر بنسبة 0.7 في المائة خلال يوليوز٬ وأن هذا الشهر سيشهد٬ في الوقت نفسه، انخفاضا موسميا في المؤشر يقدر بنحو ناقص 1.3 في المائة في المتوسط، فيما سيظل تأثير رمضان على أسعار المواد غير الغذائية محدودا دون دلالة إحصائية مهمة. ولاحظت الدراسة أن الأسماك والخضروات تعتبر أكثر المنتجات الغذائية تأثرا بحلول رمضان، متوقعة أن تشهد أسعار الأسماك ارتفاعا يصل إلى 6 في المائة خلال يوليوز جراء تزامنه مع حوالي 21 يوما من رمضان، بالإضافة إلى الارتفاع الموسمي لهذه الأسعار خلال يوليوز، الذي يقدر بنسبة 2 في المائة في المتوسط. أما بالنسبة للخضروات الطازجة، حسب الدراسة، فإن تأثير شهر رمضان سيبلغ 2.2 في المائة، غير أن الانخفاض الموسمي المهم لأسعار الخضروات خلال يوليوز (حوالي ناقص 13.6 في المائة) من شأنه أن يحد من الارتفاع الناجم عن تزايد الطلب خلال رمضان. وفي ما يخص الفواكه الجافة ومنتجات الألبان، توضح الدراسة تأثر أسعارها بحوالي 1 في المائة و0.2 في المائة، على التوالي، خلال يوليوز وغشت من هذه السنة. وفي قطاع السياحة وتزامن شهر الصيام مع موسم الذروة بالنسبة للقطاع، توقعت الدراسة أن يكون لذلك تأثير أكبر هذه السنة، بفعل التغيير المرتبط بتأجيل فترة الإجازة السنوية، وظاهرة تركيز الأعمال التي تميز هذا القطاع، إذ أن حوالي ربع عدد المبيتات الإجمالية، والثلث بالنسبة للمقيمين، يتحقق خلال يوليوز وغشت من كل سنة. وأفادت الدراسة أن يوليوز يشهد، عموما، زيادة موسمية في عدد المبيتات بحوالي الثلث، غير أن حلول رمضان من شأنه حرمان القطاع من هذه الزيادة٬ إذ يقدر تأثير بما يعادل ناقص 44 في المائة بالنسبة للمبيتات الإجمالية وناقص 59 في المائة بالنسبة لمبيتات المقيمين. وسيتسبب تداخل هذين التأثيرين المتعارضين في فقدان ما يقرب من 10 في المائة من العدد المتوسط للمبيتات السياحية خلال يوليوز، و22 في المائة من الليالي التي يقضيها المقيمون، أي ما يعادل حوالي 160 ألف إقامة ليلية على الصعيد الوطني. في المقابل، تتوقع المندوبية السامية للتخطيط أن ينخفض تأثير رمضان خلال غشت المقبل، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، إذ سيؤدي تزامن ثمانية أيام من الصيام مع بداية هذا الشهر إلى انخفاض متوسط يقدر ب6.5 في المائة في المبيتات الإجمالية، و16 في المائة بالنسبة للمقيمين، أي أدنى بكثير مما فقده خلال غشت من السنة الماضية. وبالتالي، تتوقع الدراسة أن يكون موسم الذروة أكثر ملاءمة خلال هذا الشهر، الذي يشهد عادة زيادة موسمية في عدد المبيتات تقدر ب34 في المائة (مرتان للمقيمين) مقارنة مع المستويات المتوسطة. وعن قطاع النقل٬ أشارت الدراسة إلى أن النقل السككي سيتأثر بالتداخل الحاصل بين التغيرات الموسمية وتأثيرات التقويم المتعلقة برمضان، إذ ستبلغ مساهمة التطور الموسمي الخاص بيوليوز حوالي 25 في المائة من نشاط القطارات٬ التي من الراجح فقدانها بفعل حلول رمضان، الذي يعرف عادة حركة نقل منخفضة مقارنة مع المتوسط. أما خلال غشت، الذي يعرف زيادة موسمية في أنشطة القطارات بحوالي 38 في المائة٬ فإن التأثير سيصل إلى ناقص 11 في المائة٬ ما يشكل تغيرا إجماليا إيجابيا يقدر ب27 في المائة.