هدد عمر الحدوشي، أحد منظري ما يسمى ب"السلفية الجهادية" في المغرب، بإغراق المغرب ما لم يتم إطلاق سراح كافة أتباعه حتى أولئك الذين تلطخت أيديهم بالدماء، وزاد الحدوشي الذي واصل جهاده ضد الأمة الإسلامية وتكفيره لكل من يخالفه، في خروجه بمناسبة مرور عشر سنوات على أحداث 16 ماي الإرهابية، قائلا إن دعوته مستجابة، وسيغرق المغرب، في ربيع عربي جارف، وهي رسالة الهدف منها بث مزيد من الفتنة، وإراقة مزيد من الدماء. الحدوشي الذي نسي أن كل ابتلاء هو من عند الله تعالى، ولا علاقة له بالعبد، أكد أنه دعا على الجنرال حميدو العنيكري بالشلل، ويحبسه الله في جسمه وقد فعل، مثلما دعا أن ينتقم الله من وزير العدل الراحل محمد بوزوبع وقد انتقل إلى جوار ربه، وكأننا أمام شخص مكشوف عنه الحجاب. لقد أطلق الحدوشي للسانه العنان، ليقول كثيرا من الترهات التي لا تستقيم إلا لدى قوم من الجاهلين الذين أغواهم الشيطان، فجاءت كلماته كهرطقات وهذيان من شخص أصابه العمى الكبير، ليتحول إلى داع للفتنة، ومحرض على القتل. وحذر الحدوشي، مما أسماه القيامة التي بشر بها، ما لم يتم إطلاق سراح القتلة والمجرمين الذين تلطخت أيديهم بدماء كثير من الأبرياء، الذين كان ذنبهم الوحيد أنهم تواجدوا في تلك الأمكنة، لذلك جاءت دعوة الحدوشي وكأنها نوع من العقاب الذي سيطلقه على المغاربة، عبر دعوات مضمونة سيرسلها من أجل النيل ممن يعتبرهم أعداءه، لذلك نبه إلى مصير بنعلي في تونس ومبارك في مصر والقذافي في ليبيا، مشيرا إلى "أن رياح التغيير جارفة"، وهي رياح إرهابية مازال الحدوشي يحلم بها، حتى بعد مرور كل هذه السنوات، لأن الرجل استمر في بث فكره الجهادي والتكفيري في كثير من المواقع التي أنشأها لهذا الغرض، واحتضن كثيرا من التكفيريين بل وأشاد بعدد منهم، مما يؤكد أن الرجل لم يغير شيئا من سلوكاته التي تحض على الإرهاب والقتل، الذي حرمته كل الشرائع السماوية. وإن كان من درس يمكن استخلاصه من خرجة الحدوشي عبر شريط على اليوتوب هو أن الرجل لم يتب ولم يرعو، وإذا كان الضامن ب"شكارتو" كما يقول المغاربة فإن مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، عليه أن يؤدي الثمن كما اتفق المغاربة، لأنه قال إنه هو من اقترح اسم الحدوشي في لائحة العفو وأنه من قدم الضمانات بأن الرجل تخلى عن أفكاره وقام بمراجعات لأطروحاته المتطرفة.