اعتبرت جماعة العدل والإحسان من خلال بيان شبيبتها مفجر أركانة وكل السلفيين الجهاديين الذين كانوا وراء أحداث 16 ماي وغيرها من أحرار هذا الوطن وشرفائه، ولم توضح ما إن كان من قام بقتل الأبرياء في الدارالبيضاء ومراكش حرا وشريفا؟ وهل تعتبر جماعة العدل والإحسان الدعوة للقتل وإنتاج خطاب إلغاء الآخر بكل الوسائل يدخل ضمن نداء الديمقراطية؟ وهل من يحمل سلاحا في وجه الآخر فقط لأنه يختلف معه في رؤيته للدين يعتبر حرا وشريفا؟ أم إن أحرار وشرفاء الوطن لهم فهم آخر لدى جماعة العدل والإحسان؟ لم تقف جماعة العدل والإحسان أمام المقر العام للإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني حبا في السلفية الجهادية وهم الذين يعتبرونها جماعة مبتدعة ولكنها تريد استغلال الفرصة كما استطاعت استغلال حركة 20 فبراير لتحقيق مبتغاها وأهدافها المتمثلة في إقامة الدولة الإسلامية القطرية التي تنصب عليها أحد أمرائها الذي هو عبد السلام ياسين من دون منازع أو أحد غيره إن كانت قد وافته المنية. ومن يقرأ البيان الصادر عن شباب العدل والإحسان يستطيع فك رموز مشاركة الجماعة في حركة 20 فبراير ودعمها ومساندتها، فلما يقول البيان "تأكيدنا على أن مسيرة التغيير في هذا البلد لن تتوقف إلا بعد إسقاط كل أشكال الاستبداد والفساد وإقامة دولة الكرامة والحرية والعدالة"، والمتابع لتاريخ الجماعة لن يذهب بعيدا ليكتشف أن هذا هو الشعار الذي حملته الجماعة يوم غيرت اسمها من الجمعية الخيرية إلى جماعة العدل والإحسان وهو نفسه الشعار الوارد في رسالة عبد السلام ياسين إلى أعضاء الجماعة لحظة تغيير الاسم الذي اتخذه ياسين بشكل انفرادي. إن مشاركة العدل والإحسان في وقفة يوم الأحد وصياغة بيان يمتح من أصل الجماعة ومنطلقها دليل آخر على أن الجماعة لا تروم من المشاركة في حركة 20 فبراير تحقيق الإصلاح الديمقراطي بالتشارك مع كافة مكونات المجتمع ولكن تسعى إلى إقامة الدولة الإسلامية كما يتخيلها ياسين. لقد كشفت جماعة العدل والإحسان عن وجهها الحقيقي ولم تعد حركة 20 فبراير بالنسبة إليها سوى مطية لتحقيق شعاراتها، ومشروعها الحالي هو السيطرة المطلقة على حركة الشباب قبل أن تعمد إلى تحريف شعاراتها ومطالبها لتتماهى مع شعارات ومطالب الجماعة. وقد رام عبد السلام ياسين منذ زمان ومن خلال كتابه "حوار مع الفضلاء الديمقراطيين" استغلال كل مكونات المجتمع والركوب على نضالاتها ثم الانعطاف بها عندما تنضج وقد سبق أن قاتلوا بالدم من أجل السيطرة على الاتحاد الوطني لطلبة المغرب تحت شعار الدفاع عن الجماهير الطلابية وبعد أن تم لهم ذلك حولوه من نقابة تدافع عن مصالح الطلبة إلى ثكنة لاستقطاب عناصر جديدة وترويج أفكار الجماعة.