احتفظ مجلس شورى جماعة العدل والإحسان المنعقد أخيرا بسلا بلقب المرشد العام للشيخ المؤسس عبد السلام ياسين، واختارت بدله لقب الأمين العام، واختار المجلس محمد عبادي لهذه الوظيفة كما اختار فتح الله أرسلان نائبا للأمين العام مع احتفاظه بوظيفة الناطق الرسمي للجماعة. وخلافا لما تم توقعه حتى من قبل بعض أعضاء الجماعة لم يتم اختيار عبد الكريم العلمي، ولكن قررت القيادة التي احتارت في اختيار خليفة المرشد تقاسم وظائف الجماعة حيث شغل عبادي ومنذ زمن طويل دور الرقيب التربوي داخل الجماعة، مكلف بالحفاظ على التوجه الصوفي لأعضاء الجماعة وحريصا على تنفيذ المقررات التربوية كما وردت في المنهاج النبوي، في حين ظل فتح الله أرسلان هو واجهة الجماعة في أي إطلالة على المشهد السياسي، وبالتالي يكون العبادي مرشدا تربويا وأرسلان أمينا عاما فعليا. وأما فيما يتعلق بالاحتفاظ بلقب المرشد العام للمؤسس عبد السلام ياسين، فهو ناتج عن غياب أي شخصية وسط بإمكانها سد الفراغ الذي تركه المرشد العام وبالتالي تمت الاستعاضة عنه بلقب الأمين العام، كما أن هناك إصرارا على نحث ألقاب خاصة بياسين حيا وميتا. ويذكر أن محمد عبادي، الذي يعتبر أول أمين عام للجماعة منتخب من قبل مجلس الشورى، قد تعرف على عبد السلام عن طريق المراسلة، إذ كان عبادي آنذاك قد بعث رسالة إلى عبد السلام ياسين مدير نشر مجلة الجماعة بعد صدور العدد الأول منها، ونشر ياسين فقرات من تلك الرسالة في العدد الثاني من المجلة، التي كان يحررها رفقة أحمد الملاخ وعلي سقراط، وطلب منه زيارته، وفعلا كانت الزيارة التي بدأت من خلالها علاقة الرجلين التي امتدت لمدة ثلث قرن حتى تولى الثاني نصف مكانة الأول.