قال لحبيب المالكي أحد المرشحين لمنصب الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية٬ أول أمس الاثنين بأكادير٬ إن "الوقت حان لنطور الأداة الحزبية لتصبح مؤسسة عصرية تقطع مع أسلوب الاشتغال بكيفية موسمية أو مزاجية أو فئوية"، وأوضح المالكي٬ في لقاء مع الصحافة من أجل عرض برنامجه الانتخابي الذي اختار له شعار "الحزب المؤسسة : جميعا من أجل بناء المستقبل"٬ أن الوقت قد حان لكي يشتغل الحزب "كمؤسسة وفق ضوابط ومساطر لا تتغير بتغير المسؤول٬ بل تنتصر لخيار الديمقراطية أولا وأخيرا". واعتبر في تشخيصه بأن الحزب "يمر بأوضاع داخلية غير سليمة لكونه يعيش أزمة تحول لا تنفصل عما يطرأ من تغيرات على المستوى الدولي والإقليمي والوطني"٬ مضيفا أن الاتحاد الاشتراكي "باعتباره كائن حي يعيش نفس أزمة المجتمع المغربي وتناقضاته مما يفرض على الفاعل السياسي تحديات ورهانات جديدة". وشدد على أن "المجتمع المغربي يعيش اليوم مخاضا عسيرا أدى إلى بروز قوى محافظة حاملة لمشروع ينتمي إلى الماضي ويؤطرها منظور غيبي لا علاقة له بالزمن السياسي"٬ في مقابل "قوى التغيير المتجهة نحو المستقبل"٬ التي أصبحت مطالبة بالتعامل مع تحديات و أسئلة تاريخية وسياسية من نوع جديد. وأبرز أن حزب الاتحاد الاشتراكي٬ الذي يعيش في هذا السياق بدوره أيضا مرحلة انتقالية من المشاركة في تدبير الشأن العام لمدة 12 سنة إلى المعارضة٬ غدا ملزما باستيعاب دقة المرحلة بما يجعله قادرا على خلق قطيعة مع الممارسات "التي مست به وجعلت مواقفه تتميز بالغموض والالتباس مساهمة بذلك في تمييع المشهد السياسي إلى درجة البؤس". وأكد أن موقع الحزب في المعارضة سيساعده على المراجعة النقدية للذات وإعادة الاعتبار للقيم والأخلاق والانتصار للإنتاج الفكري "لمحاربة الانتهازية العمياء التي أخلت بثوابت الحزب وبهويته" والانخراط الجريء في بناء مشروع مجتمعي ديمقراطي وحداثي والتفكير في التأسيس لقطب يساري وفق ميثاق مرحلي٬ لاسيما وأن سنة 2013 ستعرف استحقاقات انتخابية مهمة. كما شدد على البعد الاجتماعي "لكونه أحد ركائز الاتحاد الاشتراكي" من خلال تعزيز علاقة الحزب بالمكونات النقابية٬ خاصة مع تفاقم الهشاشة واتساع رقعة الفقر٬ في سياق يطبعه التعامل الحكومي "بمنطق الصدقة إزاء الاختلالات الاجتماعية العميقة" وغياب رؤية إصلاحية شاملة. وبخصوص اختياره لمدينة أكادير لعرض برنامجه الانتخابي٬ ذكر السيد المالكي أن هذه المدينة٬ التي تعد تاريخيا مدينة "التحدي والأمل والنبل السياسي"٬ تكتنز بعدا حضاريا وثقافيا في سياق رد الاعتبار للثقافة واللغة الأمازيغية بعد ترسيمها دستوريا٬ فضلا عن الموقع المحوري لهذه الحاضرة في كل ما يرتبط بالجهوية باعتبارها "ورشا مستقبليا حاسما ومدخلا ريئسيا لدمقرطة الدولة".