هناك مثل يقول "كل ما في القدر تخرجه المغرفة " لكن الحكومة التي يقودها بنكيران أعدت للمغاربة وصفة خاصة جدا لم تأت بها أي حكومة سابقة، فكان هذا الأخير سباقا لرمي صندوق المقاصة في القدر لطبخه على مهل، ووعد المغاربة بدلا منه أن يمنحهم "صدقات" مباشرة كما سبق أن قال في بداية مشواره في المطبخ الحكومي، بأنه سيمنح "الهجالات" 600 درهم شهريا وللمعطلين 500 درهم وغيرهما من "صدقات" ستمنح للطبقات الفقيرة والمسحوقة، في محاولة للإجهاز بصفة نهائية على صندوق المقاصة، ونحن حتى وإن سلمنا بهذا التفكير الفقير في خلق حلول عملية لتنمية هذا الصندوق نجد بنكيران يريد بهذا أن يعمل مثل تلك المواطن الذي يتصدق درهما ويغرس عينيه في الأرض عسى أن يجد محفظة نقود سقطت لأحد غيره من المواطنين، وهذا هو منطق بنكيران الذي يريد أن يعطي للمغاربة ب"يمينه" أقل ما يمكن أن يأخذه بشماله، فالدراهم المعدودة هل ستكفي "المزلوط " في تدبير معيشه اليومي إذا رفع الدعم عن المواد التي يدعمها صندوق المقاصة من غاز البوطان والزيت والسكر ... إذن، فرئيس الحكومة هذا الذي أجمع عليه الكل من المعارضة والأغلبية والباطرونا والنقابات سيذهب بالبلاد إلى النفق المسدود، إذ لايزال يسدد الضربات على جيوب المغاربة، وهو بذلك سيجهز على القدرة الشرائية والاستهلاكية للمغاربة بصفة محكمة وبالغة في سياسة التفقير وهو الأمر الذي جعل الباطرونا تنتبه إليه وتنتفض ضد سياسة زعيم "البيجدي" على اعتبار أنه يحكم بالمقابل على الكثير من المقاولات بالإفلاس، وأراد أن يجعل المغرب أمام ذلك المثل الذي يقول "صابو تيحلب القردة كال ليه خلي لي حقي من الزبدة". ومن هنا يستمد السؤال مشروعيته وهو إلى أين يريد أن يذهب بنا بنكيران؟ وهل نحن في الفترة التي تسمح له بأن يتدرب فينا وهو الذي لم يكن يجول حتى في خياله أن يصبح وزيرا يقود حكومة؟ مع الأسف منحه الدستور الجديد سلطات لم تكن لغيره من الوزراء الأولين ممن سبقوه في تسيير الشأن العام. نقولها ونعيدها مرة أخرى : إلى أين يريد بنكيران أن يقود هذا الوطن الذي كلما بدأت جراحه تلتئم نجد من ينزع عنها قشرتها؟