تحولت ساحة جامع الفناء بعد الحادث الإجرامي والشنيع الذي تعرضت له مقهى اركانة يوم الخميس الأسود الماضي إلى فضاء للعزاء والترحم على ضحايا هذا العدوان البربري والوحشي الذي يريد النيل من التوجهات الإصلاحية الجديدة التي يعرفها المغرب... حيث قامت العديد من فعاليات المجتمع المدني بمراكش ومحامون وحقوقيون ومرشدون سياحيون، بوقفات للتنديد بما تعرضت له مقهى اركانة من انفجار دوي هز مشاعر الشعب المغربي وكل الشعوب المحبة للسلام والمناهضة لكل أشكال الأعمال الإرهابية. وقد رفع المشاركون في مختلف الوقفات الشموع المضيئة والورود تعبيرا عن حزنهم لما حدث ومقاسمة أسر الضحايا أحزانها. كما ردد المشاركون من مختلف شرائح المجتمع شعارات تطالب بمحاربة كل أشكال الإرهاب. وصدرت العديد من البيانات منها بيان المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف الذي اعتبر أن مرتكبي هذا العمل الإجرامي يستهدفون الدينامية الديمقراطية الوطنية الجارية في بلادنا الآن وأدانوا بشدة هذا العمل الشنيع أيا كانت أهدافه وأيا كانت الجهة التي تقف وراءه. ومن جهة أخرى، قام وفد من المكاتب السياسية لمجموعة من الأحزاب السياسية يوم السبت بزيارة تفقدية لمكان الحادث والترحم على أرواح ضحايا هذا العدوان والوقوف على التخريب الذي تعرضت له مقهى اركانة. كما زار موقع الحادث في اليوم نفسه حوالي50 مديرا من أسرة التعليم يمثلون عمالة الصخيرة تمارة. ومن جهة أخرى، فإن عملية البحث الدقيق لجمع كل المعطيات التي قد تفيد في الوصول إلى المواد المستعملة والجهة التي كانت وراء هذا الاعتداء في أسرع وقت فقد عرفت مشاركة خبراء أجانب من فرنسا وإسبانيا ومنظمة الشرطة الدولية إلى جانب الخبراء المغاربة . وارتباطا بحادث ساحة جامع الفناء، فقد علمنا من بعض المصادر بأنه قد تم نقل بعض الجرحى الأجانب الذين أصيبوا في الحادث إلى بلدهم ومن بينهم سويسريان اثنان وروسيان ينتميان حسب بعض المصادر لأسرة أحد النواب البرلمانيين البارزين بروسيا. وفي سياق تبعات ما حدث الخميس الأسود بساحة جامع الفناء فقد تم بعد عصر السبت دفن جثمان المسمى قيد حياته يونس البوزيدي بمقبرة دوار الحرش بحي صوكوما في جنازة رهيبة حضرها عدد كبير من المواطنين إلى جانب ممثلي السلطات المحلية بالمدينة. وكان الضحية يعمل كنادل بمقهى أركانة التي استهدفت في الانفجار، وقد ترك ابنة في ربيعها السادس وزوجة حاملا. ولقد أكد وزير الداخلية الطيب الشرقاوي, الجمعة الماضي بالرباط, أن التحريات الأولية حول الاعتداء الذي استهدف مقهى بمراكش بينت أن عملية التفجير تمت عن بعد, وأن الأمر لا يتعلق بعملية انتحارية. وقال الشرقاوي, خلال اجتماع للجنة الداخلية واللامركزية والبنيات الأساسية بمجلس النواب, إن "الأمر لا يتعلق بانتحاري ويبدو أن عملية التفجير قد تمت عن بعد". وأضاف أن "الجميع يعرف الجهة التي تستخدم هذا الأسلوب في التفجير", موضحا أن عملية التفجير تمت "باستعمال مادة متفجرة تتكون من مادة نيترات الألمنيوم ومتفجرين من نوع (تي أ تي بي) مع إضافة مسامير حديدية إلى المادة المستعملة". وقال وزير الداخلية إن "احتمال وجود أخطار ما زال قائما", داعيا الجميع إلى "التحلي باليقظة والحذر والالتئام والتماسك وجعل المصالح العليا للوطن فوق كل اعتبار".