لين نويهض /رويترز/ - يجلس الرجال القرفصاء ويطلقون النار في الهواء والقذائف الصاروخية في الصحراء على وقع صيحات //الله اكبر//. هؤلاء هم أفراد من جيش المتطوعين الذي يدربه الزعيم الليبي معمر القذافي على التصدي لاي غزو بري لحلف شمال الاطلسي. وكان المسؤولون الليبيون ذكروا في الاسابيع الاخيرة انهم بدأوا تسليح وتدريب المدنيين في انحاء غرب ليبيا الذي تسيطر عليه الحكومة في مسعى لوضع القبائل في طليعة القتال ضد هجمات حلف الاطلسي. وفي جولة نظمتها الحكومة يوم الاربعاء نقلت الصحفيين الى ترهونة على بعد 85 كيلومترا جنوب شرقي طرابلس للقاء المتطوعين الذين يجري تسليحهم وتدريبهم هناك. ففي حديقة مركز طبي مهجور تحلقت مجموعة من نحو 80 رجلا من الشبان الى شيوخ القبائل في دوائر على الحشائش يتابعون بملل بينما راح الجنود يستعرضون كيفية عمل الرشاشات وقاذفات القنابل. وقال جمال ابراهيم ابو غرارة وهو مهندس زراعي ورئيس اللجنة الشعبية بترهونة الذي يشرف على التدريب //لقد دربنا 400 شخص حتى الان واعطيناهم اسلحة. بدأنا مع ضربات حلف شمال الاطلسي.// كما تدرب 14 لجنة شعبية اخرى متطوعين لقتال ما يرونه غزوا محتملا لحلف الاطلسي. لكن قرار مجلس الامن الذي ينفذ بموجبه الحلف الضربات الجوية في ليبيا لا ينص على ارسال قوات برية. وفي حين ترسل بريطانيا وفرنسا مستشارين عسكريين الى المعارضة لم يظهر اعضاء حلف الاطلسي ميلا تجاه ارسال عدد كبير من الجنود. وحول موقع التدريب تجثم اطلال الحظائر العسكرية التي قصفها الحلف في الاسابيع الاخيرة. بعضها بدا خاويا وانهارت اسقفه ولم يتبق منه شيء سوى الهياكل المعدنية. وفي اخرى تسنى رؤية بقايا المركبات العسكرية المتفحمة وما بدت من على بعد مدافع مضادة للطائرات. ودفعت الضربات الجوية لحلف الاطلسي قوات القذافي الى التقهقر واجبرتها على الانسحاب الى مشارف مصراتة محور الجهود لاخماد انتفاضة ضد حكم القذافي المستمر منذ 41 عاما والتي وضعت اغلب شرق ليبيا في ايدي المعارضة منذ منتصف فبراير شباط. وفي منطقة ترهونة القبلية التي تحد شعبية مصراتة اطلق المتطوعون النار في الهواء وقالوا انهم يؤيديون الزعيم الليبي. لكن لم يكن هناك مؤشر على انهم سيدعمون الجيش في القتال من اجل استعادة المدينة الساحلية. وقال محمد جمعة /22 عاما/ بينما كان ممسكا ببندقيته الكلاشنيكوف وهو جالس على الحشائش انه تطوع مع شقيقيه وشقيقتيه لحماية اسرتهم في اي حرب. وقال جمعة بهدوء //نحن كلنا متطوعون حتى البنات. //نحن لا نتوقع تمردا هنا او ان تصل المعارضة الى هنا. الامر يتعلق بحلف شمال الاطلسي. هم يخططون ان يأتوا برا ويريدون ان يأتوا الى هنا ويأخذوا نفطنا.// وحام المرافقون الحكوميون قريبا بينما سئل المتطوعون ان كانوا قد خيروا في حمل الاسلحة. وجميعهم اكد ان ذلك قرارهم. وحتى قبل ان تبدأ الضربات الجوية تلقى الصبية الليبيون تدريبا عسكريا الزاميا في المدارس على اسلحة اغلبها خفيفة. ونقل الصحفيون يوم الاربعاء الى مدرستين حيث وقف التلاميذ في صف يهتفون //الشعب يريد معمر القذافي//. وقال مدير مدرسة الساقية والوادي الابتدائية ان التلاميذ يقضون يوما في الاسبوع في التدريب العسكري غير القتالي. وسيرتفع ذلك الى يومين او ثلاثة في الاسبوع خلال العطلات. وقال عبد الرازق مبروك المحمودي للصحفيين //نعطيهم تدريبات وتدريبا دون بنادق.// وفي فناء المدرسة كان طفل لم يتجاوز الخامسة من عمره يشارك ويقوم بتركيب بندقية كلاشنيكوف لكن المحمودي قال ان هذا ليس تدريبا مدرسيا بل //هذه بندقية والده.// وبعد مغادرة المدارس مر الصحفيون في طريق عودتهم بالمنطقة التي كان يتدرب فيها الرجال في وقت سابق من اليوم لكن الحديقة كانت خالية. وفي موقع اخر على امتداد صحراء صخرية اتخذ رجال مقاعدهم في حافلة ستنقلهم الى موقع تدريب. واطلق الرجال بينما كانوا مستقلين على بطونهم وابلا من نيران الرشاشات في انحاء الصحراء قبل ان يتحولوا الى القاذفات الصاروخية. وفي ختام التدريب اعتلى مدرب شاحنة نصب عليها مدفعا مضادا للطائرات واطلق النار في الهواء. وبينما غادر الصحفيون اختتم المتطوعون التدريب وتوجهوا الى حافلتهم لينتهي التدريب على ما يبدو.