الفوضى هي المدخل الرئيسي للفتنة. والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها. وما يسير فيه حزب العدالة والتنمية كما سيأتي ذلك تفصيلا هو بوابة الفوضى ومعمل صناعتها. حزب في الحكومة يحرض المواطنين على الفوضى ويحرض أعضاءه خصوصا، وقد سبق للحبيب الشوباني على مقربة من استوزاره أن دعا إلى العصيان المدني، واليوم ينبري نجيب بوليف، وهو الوزير الذي يحمل ألقابا وزارية عديدة، ليحرض على الفوضى عندما يقول لأعضاء حزبه إن الديمقراطية غير موجودة في المغرب. أليس تحريضا على الفوضى عندما يتم تحويل أمسية إلى حملة انتخابية في الشارع العام في عز الاكتظاظ الذي تعيشه مدينة طنجة بمناسبة نهاية عطلة الصيف؟ أليس تحريضا على الفوضى عندما يقول بوليف ما سبق أن قاله ولي نعمته بنكيران إن الربيع العربي ما زال كيتسارى وتقدر ترشق ليه ويرجع؟ كانت سرعة الاستجابة الملكية لمطالب الشارع من أجل استغلال طاقات الشباب فيما يفيد البلد وليس لها أي فهم آخر كما يحاول أن يوحي بذلك بنكيران ومجموعة الطبالجية، وإلا فالناظر في ثورات الربيع العربي يرى اللعبة جيدا وهي لعبة طفولية بأحلام غير محدودة لكن تبقى في النهاية أحلاما في عز النهار، فالمبادرة كانت من أجل عدم تضييع أي طاقة من طاقات الشباب المغربي واستثمار جميعها في الصالح العام والسير بالبلد إلى الأمام. وليس صحيحا ما يوحي به بنكيران وحزبه بأنه ساهم في الاستقرار، بل على العكس من ذلك ساهم في توتر المشهد السياسي لأن الحزب الإسلامي هو أداة لحركة إسلامية تدعي الطهرانية وتدعي امتلاك الحقيقة وترى الآخر ناقصا، فكيف ساهم في الاستقرار؟ هل يمكن أن يدعي حزب أنه لو دخل حركة 20 فبراير لغامر بالبلد وهو فعلا قد دخلها لكنه لم يكن مطمئنا إلى نتائجها فدخلها بالنصف وترك النصف الآخر لأغراض أخرى؟ إن الفوضى التي يسعى إليها حزب العدالة والتنمية هي مدروسة حتى يستطيع التحكم في الغموض والالتباس الاستراتيجي الذي يعيشه. وكذب أن يقول هؤلاء إنهم مع الاستقرار بل هم مع مصلحتهم كما تم تحديدها محليا وإقليميا ودوليا. فلو كان المستقبل واضحا لانخرطوا جميعا في 20 فبراير ولكن بما أن الأمور كان فيها لبس وغموض ففضلوا وعلى عادتهم عدم وضع كل البيض في سلة واحدة. فما معنى ألا يعترف وزير بوزير؟ فالذي قام بمنع الأمسية لدواع أمنية هو وزير في حكومة بنكيران؟ وكان على الحكومة أن تناقش أمورها الداخلية وتحسمها بنفسها. ومن غير المعقول أن يقوم وزير من نفس الحكومة ليقول على رؤوس الأشهاد هذا أمر جيد لأنكم عرفتم أي مغرب تعيشون فيه. نعم قد تكون حركة التوحيد والإصلاح وأدواتها التنفيذية لا تعرف المغرب ما دامت تستورد كل شيء من الفكرة إلى طريقة التكتف في الصلاة إلى طريقة السلام. لكن المغاربة يعرفون مغربهم قبل أن يكون هؤلاء. يعرفون المغرب الذي ناضلوا من أجله يوم كان هؤلاء لا يسمع لهم حسيس.