قررت مجموعة من المنظمات الإنسانية العاملة في مخيمات تيندوف، مغادرة المنطقة، إلى حين اتضاح الرؤية، والحصول على ضمانات كافية بتوفير الأمن للمتطوعين الدوليين، موضحة أن الوضع الأمني غير مشجع، وهو ما ستكون له عواقب عكسية على المحتجزين في المخيمات، خاصة الأطفال الصغار الذين يعانون من سوء التغذية. وأعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل جارسيا مارجايو أمس الأحد أن بلاده قررت إجلاء كل موظفيها العاملين في مجال المساعدات الإنسانية وثلاثة عمال أجانب آخرين من معسكر اللاجئين في منطقة تيندوف غربي الجزائر بسبب عدم توفر الأمن، وقال الوزير الإسباني لوكالة رويترز، إن 12 موظفا إسبانيا واثنين فرنسيين وإيطالي واحد سيصلون إلى مدريد على متن طائرة عسكرية في وقت لاحق من أمس الأحد. وأضاف الوزير الإسباني أن صدور القرار جاء بعد مراجعة "دلائل قوية على تصاعد خطير لانعدام الأمن في المنطقة، وقال إن منطقة شمال مالي تحولت إلى منصة للإرهاب. إلى ذلك حذر مسؤولون غربيون من مغبة التجول في مخيمات تيندوف، ودشنت منظمة التعاون الإسباني مسلسل المغادرة بعدما طالبت يوم الجمعة الماضي من جميع المتعاونين والعاملين بضرورة إخلاء المخيمات، لظروف أمنية وغياب الحماية الكافية من طرف المسؤولين داخل المخيمات التي تحولت إلى مجال للمتاجرة في كل شيء بما فيها البشر، وتحدثت وسائل إعلامية أجنبية، عما أسمته مخططات إرهابية تتخذ من تيندوف قاعدة خلفية للقيام بمجموعة من عمليات الاختطاف في حق العاملين في منظمات الإغاثة، خاصة المتواجدة على الشريط الحدود بين الجزائر ومالي وموريتانيا، وهي منطقة تتحرك فيها عصابات ينتمي عدد منها إلى جبهة البوليساريو. وكانت آخر عملية اختطاف همت ثلاثة ناشطين أوروبيين كانوا يعملون في المنطقة في أكتوبر الماضي وهو إسبانيان وإيطالية، قبل إطلاق سراحهم مقابل فدية مالية كبيرة حددتها مصادر من تنظيم القاعدة في في شمال إفريقيا بمبلغ 15 مليون يورو، فيما مازال ناشطون فرنسيون محتجزين في أماكن. وتزامن قرار إفراغ المخيمات من قبل المنظمات الإنسانية مع تقرير نشر مؤخرا، أكد على أن القاعدة في شمال إفريقيا أصبحت الأغنى في العالم، بسبب الإتاوات التي تحصل عليها، ومبالغ الفدية التي تطلبها مقابل إطلاق سراح الرهائن. وغادر جميع العاملين في الجمعيات الإسبانية المساندة للبوليساريو مخيمات تيندوف، في انتظار مغادرة باقي المتعاونين العاملين ضمن المنظمات الأوربية خاصة منظمة التعاون الإسباني، موضحة أن غياب الأمن انعكس سلبا على وضعية عمل المنظمات الإنسانية، لينضاف كل ذلك إلى عمليات تهريب المساعدات الإنسانية لبيعها في موريتانيا، وبعض المدن الجزائرية. وتحدث وسائل إعلام أوروبية، خاصة الصحف الإسبانية والفرنسية، عن الوضع الخطير في هذه المنطقة الساحلية الصحراوية، التي تعبرها بشكل دائم عصابات مسلحة، ومازال أربعة فرنسيين محتجزين، بعدما جرى اختطافهم في 15 شتنبر 2010، بأرليت (شمال النيجر). وأشارت المصادر إلى انتشار مجموعة من المرتزقة الذين عملوا سابقا إلى جانب كتائب القذافي، موضحة أن هؤلاء الجنود المنهزمين وغالبيتهم ينتمون إلى البوليساريو، يعودون إلى المخيمات محملين بقدر كبير من الأسلحة والمؤن، التي يستغلونها في عمليات الاختطاف وجرائم تهريب البشر والمخدرات.