سيطر أعضاء ما يسمى بتيار "السلفية الجهادية" على مسيرات أمس الأحد التي نظمت داخل مجموعة من المدن المغربية، في محاولة لتغيير موازين القوة داخل الشارع المغربي، وشهدت أغلب المدن التي عرفت وقفات احتجاجية دعت إليها تنسيقية 20 فبراير، حضورا مكثفا لأعضاء السلفية الجهادية الذين رفعوا شعارات تطالب بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، خصوصا منهم الإسلاميين، مشددين على ضرورة إلغاء قانون الإرهاب، والكشف عن حقيقة الاعتقالات التي طالت عددا من قياديي وأعضاء التيار السلفي. وتمكن نشطاء التيار السلفي من التمركز في الصفوف الأمامية لأغلب المسيرات التي حضر عددا منها أفراد أسر المعتقلين السياسيين، في المقابل غاب شباب 20 فبراير بما فيهم شباب العدل والإحسان والأحزاب السياسية التي شاركت في الوقفات السابقة، وقالت المصادر ذاتها إن خروج أفراد السلفية الجهادية للتظاهر في الشارع، هو تحول نوعي في المسيرات الاحتجاجية، مستفيدين من خطاب محمد الفيزازي الذي أطلق سراحه مؤخرا إلى جانب عدد من المعتقلين السياسيين في إطار عفو ملكي. وكان أهم شعار رفعه التيار السلفي خلال هذه التظاهرات هو إطلاق سراح كافة المعتقلين، حيث شوهد عدد من المشاركين في الرباط والدارالبيضاء وطنجة وتطوان وغيرها من المدن وهم يرفعون صور المعتقلين، مشددين على ضرورة القطع مع ممارسات الماضي، وكشف الحقيقة، وقال شهود عيان إن هذه المسيرات شارك فيها أطفال صغار كانوا يرفعون اللافتات، إلى جانب رفع أعلام سوداء كتب عليها "لا إلاه إلا الله"، وتحولت ساحة باب الأحد بالرباط إلى فضاء لاستعراض القوة، حيث تمكن أعضاء السلفية الجهادية من السيطرة على المكان، مرددين شعارات تطالب بإطلاق سراح كافة المعتقلين. ولم يتجاوز عدد المشاركين في هذه المسيرات 1000 مشارك في مدينتي الرابط والدارالبيضاء، فيما تراجع العدد في عدد من المدن إلى أقل من 500 مشارك، بعدما فضلت باقي مكونات حركة 20 فبراير عدم النزول إلى الشارع جنبا إلى جنب مع التيار السلفي الجهادي. واستفاد المشاركون في هذه الوقفات من المناخ العام الذي تولد عقب الإفراج عن عدد من أعضاء السلفية الجهادية وفي مقدمتهم محمد الفيزازي الذي وصف في وقت سابق شباب 20 فبراير بأنهم مجموعة من الملاحذة الذين يفطرون في شهر رمضان.