استغل عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سلطته الحكومية للهيمنة على قنوات القطب العمومي حيث ظهر في برنامج شبه حواري على القناة الأولى والثانية وقناة العيون الجهوية، وهو امتياز لم يتمتع به أحد قبله من رؤساء الحكومات حسب مصدر من المعارضة التي رأت في هذا البرنامج دعاية بطريقة أخرى لحزب العدالة والتنمية لأن المشاهد سيتذكر الضيف الخاص الذي جاء بصفته رئيسا للحكومة لكن ستحتفظ به الذاكرة لما يتحول إلى أمين عام لحزب سياسي يمارس الدعاية الانتخابية لحزبه. وتساءل مسؤولون في المعارضة، استمزجت النهار المغربية آراءهم، ما إن كانت وزارة الاتصال ستأذن للقطب العمومي بمنح باقي الأحزاب السياسية الفرصة نفسها أو حتى أقل منها، وقد يلجأ البعض إلى الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري باعتبارها هيئة تقنين الإعلام العمومي الذي هو بالنتيجة إعلام يتعامل بنفس المستوى مع كافة الفاعلين السياسيين. من جهة أخرى، شوهد مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي الوزير الوصي على قطاع الإعلام، ساعة قبل بدء الحوار في البلاطو لتهييء ظروف بث برنامج الضيف الخاص، وهو ما اعتبرته المعارضة أيضا تدخلا في شؤون قنوات الإعلام العمومي وضربا لاستقلاليتها وهو ما يدفع إلى الموقف الذي وجدت فاطمة البارودي نفسها فيه حيث ظهرت مرتعبة أمام بنكيران. وشكل حضور الخلفي إلى البلاطو مصدر إزعاج للإعلام حيث كان له تأثير سلبي على سير البرنامج الحواري الذي تحول إلى خطاب أحادي لبنكيران، إذ انعدمت فيه قواعد البرامج الحوارية كما هو متعارف عليها.