شبهت النقابة الديمقراطية للعدل رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، بأوفقير والدليمي والبصري، وحملت شعارات تؤكد فيها أن الأمور لم تتغير مع مجيء بنكيران حيث استمر القمع والتنكيل وضرب الحريات النقابية، واصفة حكومة بنكيران بحكومة المهزلة، والتي يغيب فيها العدل والحريات. ومرت احتفالات فاتح ماي هذه السنة في أجواء باردة جدا، حيث فضلت المركزيات النقابية عدم المشاركة بثقلها في هذه الاحتفالات احتجاجا على ما وصفته بتهريب الحوار الاجتماعي وضرب الحرية النقابية، وإقرار مجموعة من المبادرات خاصة الاقتطاع من الأجور. ورفعت النقابات المشاركة شعارات تندد فيها بحكومة بنكيران وتنتقد المسار الذي انتهجته من أجل تفعيل الحوار الاجتماعي، مؤكدة أن أكثر ما نجح فيه بنكيران منذ توليه تدبير الشأن العام، هو تمييع الحوار الاجتماعي، وتحويله إلى لقاء سنوي لعرض المشاكل، داعية بنكيران إلى الرحيل بعدما أثبت عجزه في تدبير الشأن العام. وأنقذت تنسيقيات الأطر العليا المعطلة والمجازون تظاهرة فاتح ماي بالنظر إلى العدد الكبير من أعضاء هذه التسيقيات والهيئات التي شاركت في الاحتفالات، حيث رفعت شعارات تتهم فيها بنكيران بقمع المعطلين، وقتل أحلامهم، كما اتهمت حزب العدالة والتنمية بالنفاق الاجتماعي. وقد عرفت التظاهرة ولأول مرة مشاركة أعوان السلطة، وإن كان حضورهم باهتا، إضافة إلى مجموعة من الأفارقة الذين لا يتوفرون على أوراق الإقامة، والذين طالبوا بدورهم بتسوية وضعيتهم القانونية، وتمكينهم من حقوقهم التي يكفلها لهم القانون الدولي، في المقابل غابت حركة 20 فبراير عن التظاهرة التي قادتها الفيدرالية الديمقراطية للشغل. من جهة أخرى، فضلت نقابة العدالة والتنمية الانطلاق من شارع علال بن عبد الله، بشكل أثار استغراب الجميع، وجابت نقابة يتيم التي حضرت بكثافة، شارع علال بنعبد الله قبل أن تلتحق بشارع محمد الخامس من جهة اليسار، وقالت مصادر مقربة، إن قرار عدم الخروج في المسيرة الرسمية أملته مجموعة من الظروف منها أن حزب العدالة والتنمية يدبر اليوم الشأن العام، وكذلك لمنع أي احتكاك، خصوصا أن الاتحاد الوطني المغربي للشغل، رفعت شعارات قطاعية، فيما ظلت تغازل حكومة بنكيران، مع رفع بعض الشعارات الباهتة، من قبيل شعار "يمشي وزير يجي وزير والموزف بلا تغيير"، في المقابل هاجمت نقابة يتيم مجموعة من المسؤولين عن إدارات عمومية وشبه عمومية، ومؤسسات خاصة، مثل التهجم على مسؤولي شركة الطرامواي وفيوليا وبنك المغرب، وقالت المصادر ذاتها، إن تعليمات صارمة أعطيت بعدم الاحتكاك مع باقي المركزيات النقابية، وكانت نقابة يتيم قد نظمت السنة الماضية مسيرة موحدة مع الفيدرالية والاتحاد العام للشغالين. في السياق ذاته، غابت نقابة شباط عن الاحتفالات الرسمية لفاتح ماي بالعاصمة الرباط، وكانت نقابة حزب الاستقلال تعودت على الظهور في الصفوف الأمامية يتقدمها زعماؤها النقابيون، كما فضلت نقابة الاتحاد الوطني للشغل البقاء أطول وقت ممكن أمام مقرها بشارع جون جوريس، وهو ما أكد على وجود خلافات جوهوية داخل المركزيات النقابية، مما سيؤثر على مستقبل هذه النقابات. من جهة أخرى، قدر مهتمون عدد المشاركين في احتفالات ماي بالعاصمة الرباط بضعة مئات أغلبهم قطاعات نقابية قادمة من مدن سلا والقنيطرة واتمارة والصخيرات، وقالت المصادر، إنه باستثناء نقابة العدالة والتنمية التي اعتمدت مبدأ استعراض القوة، والمنظمة الديمقراطية للشغل التي تمكنت من استقطاب مجموعة من القطاعات، إلى جانب الأطر العليا المعطلة، فإن باقي النقابات شاركت بتمثيليات رمزية، وفسرت المصادر هذه المشاركة الضعيفة بحالة اليأس التي تطبع المشهد النقابي في المغرب مما يهدد السلم الاجتماعي. وطغى الحوار الاجتماعي وقانون الإضراب والاقتطاع من الأجور على أجواء الاحتفالات، فيما توعت النقابات بنكيران بصيف ساخن جدا، في ظل استمرار قمع الحريات والعمل رالنقابي، وتشتيت الصفوف بدعم من نقابات مأجورة على حد قول بعض الحاضرين، الذين طالبوا برحيل من أسموهم الخونة والمأجورين الذي يعملون لضرب العمل النقابي، وطغت على المسيرات صور الاتحاد عمر بنجلون الذي مازالت بعض المركزيات النقابية تطالب بفتح تحقيق مع قاتليه، أو من دعموا وباركوا قتله، خاصة في صفوف الإسلاميين، كما تم رفع صورة، المهدي بنبركة، وهو عنوان على أن أمور المغرب لم تتغير، ومازال الغموض يلف كثيرا من الملفات منها ملفات الاغتيال السياسي.