استغربت مصادر متطابقة، ما جاء في دفتر تحملات القناة الثانية التي يقود ضدها مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم حكومة بنكيران، حربا بالوكالة، وقالت المصادر ذاتها، إن ما جاء به الوزير لا يعدو نوعا من العبث السياسي الذي ستكون له تداعيات خطيرة مستقبلا، خصوصا، أن إحداث القناة الثانية قبل 23 سنة كان بقرار من الملك الراحل الحسن الثاني بهدف ملء فراغ إعلامي كان يعاني منه المغرب في سنوات التسعينات، وهو الأمر الذي نجحت فيه القناة إلى حد ما، على حد تعبير المصادر ذاتها، التي أوضحت أن القناة ومنذ بداياتها الأولى نهاية الثمانينات كانت موجهة إلى الشباب المغربي المتعطش إلى قناة حقيقية تتجاوز الرتابة في الأخبار عبر خلق نقاش سياسي وثقافي حقيقي. وأضافت المصادر، أن قناة عين السبع حافظت طيلة هذه المدة على خطها التحريري المنفتح على هوية المجتمع المغربي بكل تلاوينه، من خلال إنجاز برامج ثقافية وترفيهية وبرامج وثائقية من عمق المجتمع المغربي، مشيرة، إلى أن حضور القناة الثانية في المشهد الإعلامي العمومي بات أمرا واقعا، بل ومؤثرا في كثير من الأحيان. وكان الخلفي، قد خاض حربا ضد القناة من خلال إعلان مجموعة من الإجراءات، أولها، منع بث إعلانات القمار على القناة، قبل أن يعود ويضع دفتر تحملات أهم ما جاء به هو رفع أذان الصلاة وبث وقائع صلاة الجمعة تماما كما تفعل شقيقتها الأولى، وأوضحت المصادر نفسها، أن الخلفي أعاد النقاش إلى نقطة الصفر، حيث حصر مشاكل القناة الثانية في غياب البرامج الدينية، وهو أمر أثار كثيرا من الاستغراب. وطالبت المصادر ذاتها، بعدم المتاجرة السياسية بالدين، واعتماد آليات إصلاح حقيقية تروم الارتقاء بالنقاش السياسي والثقافي، موضحة، أن إلزام القناة برفع أذان الصلاة وإقامة صلاة الجمعة لن يحل مشاكل الإعلام المغربي، الذي يعاني حالة من العقم جعل الجمهور المغربي يغادر في اتجاه قنوات عربية وأجنبية منحت المغاربة متنفسا حقيقيا أغناه عن متابعة قنواته المحلية. إلى ذلك أكدت المصادر، تفوق القناة الثانية في كثير من البرامج الصادمة، والتي عرت الواقع المغربي، مستدركة، أن القناة هي في نهاية المطاف جزء من إعلام مشلول زادته خرجات الخلفي شللا، وطالبت المصادر ذاتها، بخلق نقاش حقيقي حول راهن الإعلام المغربي بجميع تجلياته، مذكرة، أن صورة المغرب تتجسد من خلال إعلامه السمعي البصري الذي يحتاج إلى ثورة حقيقية تتجاوز شعبوية العدالة والتنمية، التي يبدو أنها عازمة على الإجهاز على مكتسبات القناة الثانية، وأضافت المصادر، أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تتوفر على قناة موضوعاتية مهتمة بالدين الإسلامي، ويتعلق الأمر بالقناة السادسة إلى جانب محطة القرآن الكريم، مشددة، على أن هذا التنوع يجعل المتلقي حرا في متابعة القنوات الوطنية، إضافة، إلى القنوات الأجنبية التي أصابت المتلقي بنوع من التخمة، مشيرة، إلى أن التوجه الجديد لوزارة الاتصال لن يحل مشاكل الإعلام الوطني بل على العكس من ذلك ستزيد من تعميق الهوة بين التلفزة المغربية والمتلقي المغربي.