قال والي بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري إن مشروع إحداث بنك المعاملات البديلة أو ما يعرف في بعض الأوساط بالبنك الإسلامي بالمغرب، يسير في طريقه الصحيح ليتحقق على أرض الواقع، لكن بهويته المغربية المحض التي تراعي الوضعية الاقتصادية والمالية والنقدية للمملكة في الوقت الراهن بارتباطها بالوضع الاقتصادي العالمي، ومن دون إغفال المرجعية الدينية للمغرب التي يقرها الدستور. وعلى الرغم من أنه لم يحدد تاريخ بداية العمل بهذه المعاملات البديلة، دعا عبد اللطيف الجواهري في معرض حديثه، في الندوة الصحافية التي عقدها بنك المغرب عصر أول أمس بمناسبة انعقاد مجلسه الإداري الفصلي، إلى التمهل في إخراج هذا النوع من المعاملات البنكية، مشددا على أن الإسلام كأرقى دين سماوي حل بالتدريج على المجتمعات والأمصار " راه الإسلام جا غير شويا، شويا.."، مذكرا بأن البنك المركزي والحكومة يشتغلان بصدد الأبناك البديلة أو البنك الإسلامي بالمغرب في إطار باب كامل خصص لهذا الجانب في مشروع قانون مالية 2012، وأن الآراء بشأن هذا النوع من البنك والأفكار مستفيضة جدا وأنها تعرف العديد من النقاشات والاجتهادات التي من شأنها أن تساهم في إخراج بنك بديل إلى أرض الواقع بهوية مغربية. وشدد الجواهري في هذا الشأن بالقول إن بنكا بديلا أو بنكا إسلاميا بالمغرب لابد وان يراعي في إحداثه العديد من المبادئ ذات المرجعية الدينية بالمغرب. وبما أن لا مغربي مسلم أكثر من الآخر في مغرب حداثي يحدد هويته ومرجعيته الدستور (ماتقولش لي أنت مسلم كثر مني ولا أنا مسلم أكثر منك) في هذا الباب، يقول عبد اللطيف الجواهري، مذكرا بوجود أهل الاختصاص من علماء الشريعة والفقه، ومجلس العلماء، في إشارة إلى المجلس العلمي الأعلى ، وضرورة إدلائهم في هذا الباب بدلوهم في هذا الشأن لإخراج هذا المولود كاملا لخدمة المصلحة العامة للبلاد. وفي سياق الحديث عن المبادئ العامة والمبادئ المالية التي لابد من مراعاتها لإحداث بنك بديل أو بنك إسلامي ناجح بالمغرب، قال عبد اللطيف الجواهري إن المساواة الضريبية تبقى أهم هذه المبادئ التي يجب اعتمادها واحترامها في بناء بنك إسلامي لا يتوقف في الأساس عند المعاملات البنكية الصرفة، وإنما يتعداها إلى قطاع التأمين وباقي المعاملات المالية الأخرى. وعن القطب المالي للدار البيضاء أو" كازا فينانس سيتي" الذي يتوقع أن يساهم القطب المالي للدار البيضاء في خلق ما بين 15 إلى 20 ألف منصب شغل مباشر وما بين 35 إلى 55 منصب شغل غير مباشر، قال عبد اللطيف الجواهري إنه مشروع بدأ في إعطاء أكله الإيجابي، مشيرا إلى أن اليابان كقوة عظمى دخلت على الخط للاستثمار في هذا المشروع، وأصبحت معتمدة فيه، في انتظار أن تلتحق بالعديد من المستثمرين ذوي المكانة الاقتصادية الدولية القوية. وعن الدعوة إلى دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة والمقاولات الصغرى جدا من طرف الأبناك المغربية، أكد الجواهري أن اجتماع البنك المركزي مع المجموعة المهنية لأبناك المغرب في اجتماعهم بحر الأسبوع الأخير، تم التشديد على تمويل 25% من مشاريع هذه المقاولات بامتيازات تفضيلية في طرق التسديد وفترات تنفيذه.