قدم عبد اللطيف الجواهري والي بنك المغرب جملة من الأسباب التي تحول دون الترخيص لأبناك إسلامية بالمغرب؛ مشيرا إلى أن بنك المغرب لم يعط ترخيصا للأبناك الإسلامية لأن الطلبات كانت كثيرة بالنسبة للسوق المغربي، إذ أنه تلقى طلبات من كل من قطر وأبو دبي والكويت والبحرين وليبيا، بالإضافة إلى طلب داخلي، وأضاف الجواهري خلال جوابه عن الأسباب الكامنة وراء عدم الترخيص لبنوك إسلامية، أنه إذا تم إعطاء ترخيص لجهة دون جهة أخرى فسيتحول المشكل من مشكل تقني إلى مشكل سياسي. ولتفادي هذا المشكل، اعتمد بنك المغرب 3 نوافذ إسلامية، مضيفا أن المغرب لا يتوفر على بنوك إسلامية ولكنه يتوفر على تمويلات بديلة. إلا أن بعض الاقتصاديين يؤكدون على أن هذه الاعتبارات غير مقنعة، بل إن العديد من المعطيات تبرز أنه بات ضروريا اعتماد بنك إسلامي بالمغرب حتى لا تبقى المملكة استثناء بين مجموعة من الدول؛ سواء العربية أو الغربية. من الناحية الاقتصادية، أظهرت الأبناك الإسلامية مرونة كبيرة في التعامل مع الأزمة المالية العالمية؛ على اعتبار أنها تقوم على مجموعة من المبادئ، وعلى جملة من الآليات الاستثمارية تحفظ لها نظامها، ومنها تفادي التعامل بالفوائد، والعمل بالجانب الاستثماري أكثر من التجاري. من الناحية الاجتماعية، تتحفظ شريحة كبيرة في المجتمع من التعامل مع الأبناك الكلاسيكية التي توجد في السوق، لاسيما فيما يتعلق بالقروض ذات الفوائد، ومن ثم فقد صار من اللازم تلبية حاجيات هذه الشريحة، خدمة لها، ودعما لها للمشاركة بتعاملات تتماشى مع مبادئها، والعمل كذلك على الرفع من نسبة الاستبناك التي لا تتجاوز 30 في المائة حالبا. من الناحية السياسية، الإرادة السياسية هي التي يمكن أن تعطي الضوء الأخضر للبنك الإسلامي بالمغرب، لأن الإرادة التي سمحت للتمويلات الإسلامية الثلاثة بالدخول إلى السوق المغربية (يتعلق الأمر بكل من المرابجة والإجارة والمشاركة) هي نفسها التي يمكنها أن تسمح للبنك الإسلامي أن يرى النور، فالأرضية التي اعتمدت بخصوص هذه التمويلات حدت من تطورها، كما جاء على لسان الجواهري. وأثقل كاهلها بالضرائب حتى لا تتماشى مع التمويلات الكلاسيكية. من الناحية الأخلاقية، أكد الجواهري على أن بنك المغرب له حسن نية، وترجم ذلك عبر سماحه للنوافذ الإسلامية، وفي دراسته للتمويلات البديلة الموجهة للمقاولات، والتي ستطلق قريبا، موضحا أن ما يدرك كله لا يترك جله. كلام جميل، إلا أن اكتمال هذه النية الحسنة يقتضي فتح الباب أمام البنك الإسلامي، حتى لا نقدم مثلا لأحد الأفراد الذي يريد امتلاك سكن نوافذ؟