اتهم عبد الكريم بنعتيق رئيس الحزب العمالي، عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة بممارسة الانتهازية السياسية، خصوصا، في تعامله مع قضية تعيين فؤاد عالي الهمة مستشارا بالديوان الملكي، وقال بنعتيق في تصريح للنهار المغربية، إن بنكيران خان تعاقداته السياسية مع الناخب، بعدما قرر طواعية التنازل عن قطاعات التعليم والصحة والتشغيل والمالية لحلفائه، فيما اكتفى هو بتدبير قطاعات ليس لها أي تأثير على المعيش اليومي للمواطن، مضيفا، أن ما يثير الاستغراب هو أن بنكيران نسي كل خطاباته السياسية، إرضاء لطموحه السياسي وهرولة حزبه لتدبير الشأن العام. وأوضح بنعتيق، أن التحالف البعدي الذي لجأ إليه رئيس الحكومة كان الهدف من ورائه هو توزيع الحقائب الوزارية دون التزامات واضحة من طرف حزب سياسي. إلى ذلك أشار بنعتيق، إلى أن التصريح الحكومي اكتفى بالعموميات من دون تقديم أي اقتراحات عملية، مشددا، على أن البرنامج هو مجرد خليط لبرامج مجموعة من الأحزاب، كما أنه لجأ إلى الأرضية المشتركة لتحالف الثمانية خاصة في الشق الاقتصادي، موضحا، أن بنكيران أعاد نفس الخطاب ولكن بنبرة خطابية جديدة، وأشار بنعتيق، إلى أن التصريح الحكومي كان فارغا وغير ملزم، رغم أن الدستور الجديد ربط التسيير بالمحاسبة، موضحا، أنه منح حقيبة التعليم لحزب الاستقلال المسؤول الأول عن أزمة التعليم في المغرب، فيما لم يدافع عن حقه في الحصول على حقيبة الأوقاف وبالتالي تنفيذ الإصلاحات التي سبق أن وعد بها، والطامة الكبرى، يضيف بنعتيق، أن بنكيران تخلى عن وزارة المالية التي تبقى عصب أي حكومة، مشددا، على أن بنكيران وعد المغاربة بحكومة مقلصة، فإذا به يخرج عليهم بحكومة تضم 31 وزيرا وتفتقد إلى الانسجام المطلوب، إضافة إلى مزيد من النفقات، واعتبر بنعتيق، أن تحالف بنكيران هو تحالف هجين لأنه يضم أحزابا لا رباط بينها، مشددا، على أن التحالفات القبلية تناقش البرامج، أما التحالفات البعدية فهي بالكاد تشرف على توزيع الحقائب الوزارية، لكن في غياب أي التزام مع الناخبين. إلى ذلك اعتبر بنعتيق، أن المعارضة ستقوم بدورها كاملا في محاسبة الحكومة الحالية، ومراقبة مدى التزامها بما التزمت به، مشيرا، إلى أن المعارضة ستشتغل وفق الدستور الجديد من أجل الدفاع عن المصالح العليا للبلاد وكذلك مصالح الشعب المغربي، داعيا، حكومة بنكيران إلى تقديم معطيات حقيقية بشأن الوضعية الاقتصادية للمغرب وكيفية تدبير كل الاختلالات التي خلفتها الحكومة السابقة، بدل تقديم برنامج عام وفضفاض يستند على وقائع غير واقعية.