يجتمع اليوم الأربعاء بالعاصمة المغربية الرباط وزراء الخارجية العرب في لقاء يقيمون فيه تطورات الأحداث في سوريا، بعد أيام من تعليق عضويتها في الجامعة العربية. وسيحضر هذا الاجتماع وزير الخارجية التركي وأحمد داود أوغلو. اجتماع الرباط سيقيس مدى التقدم الذي تكون السلطات السورية قد أحرزته باتجاه تطبيق خطة العمل العربية، التي تطالب حكام دمشق، في أهم بنودها، سحب الوحدات العسكرية من الشوارع والمدن، وقد قبلت بها دمشق بصفة رسمية بداية هذا الشهر، غير أنها لم تلتزم بها عمليا، ما دفع بجامعة الدول العربية إلى اتخاذ قرار التعليق المعروف والمثير للجدل. المنتظر من اجتماع اليوم هو أن يتخذ وزراء الخارجية العرب خطوات تصعيدية، إلا في حالة إقدام دمشق على إعادة حساباتها وسحب آلياتها العسكرية من الشارع. ومن جهة أخرى اتفق المشاركون في اجتماع عقد أول أمس الاثنين بالقاهرة لممثلي المنظمات العربية المعنية بحقوق الإنسان على إرسال وفد الى سورية يضم 500 من ممثلي المنظمات العربية ووسائل الإعلام لمراقبة الوضع ورصد الواقع هناك. وقرر الاجتماع، الذي عقد برئاسة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن يكون هذا الوفد بمثابة آلية عربية لحماية المدنيين السوريين، على أن يحدد وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم المقرر بعد غد بالرباط موعد زيارة الوفد لسورية. وقال إبراهيم الزعفراني أمين عام لجنة الإغاثة والطوارىء باتحاد الأطباء العرب إن الجامعة العربية عرضت على المشاركين في اجتماع أول أمس رسالة وزير خارجية سورية وليد المعلم، تتضمن موافقة سورية على استقبال وفود عربية لمراقبة الوضع على أن يوقع النظام السوري بروتوكولا لضمان حماية هؤلاء المراقبين وتمكينهم من حرية الحركة. وأضاف الزعفراني، في تصريح صحفي عقب الاجتماع أن الوفد العربي سوف يذهب إلى كل الأماكن لإعداد تقارير حول أوضاع المدنيين وسبل حمايتهم ورفعها لوزراء الخارجية العرب معبرا عن أمله أن يعمل النظام السوري على إتاحة الفرصة لتمكين الوفد من القيام بمهامه في المراقبة وحماية المدنيين. وسيضم الوفد حقوقيين ونشطاء وإعلاميين وعسكريين وسيكون في حماية النظام السوري في حال استهدافه من أي طرف، مشيرا الى أن الهدف من إرسال هذا الوفد التأكيد على أن حل الأزمة السورية يجب أن يكون عربيا وعدم التدخل الخارجي. وكان مجلس الجامعة العربية قد أكد في اجتماعه الطاريء الذي عقد على مستوى وزراء الخارجية على ضرورة توفير الحماية للمدنين السوريين ووضع تصور للاجراءت المناسبة لوقف أعمال القتل والعنف في سورية ورفع هذا التصور الى مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بعد غد الاربعاء بالرباط للبت فيه. ومن جهة أخرى أعلن وليد المعلم وزير الخارجية السوري أول أمس الإثنين، أنه لن يشارك في اجتماع مجلس الجامعة العربية حول سورية المقرر عقده بالرباط في 16 نونبر الجاري على هامش أشغال الدورة الرابعة لمنتدى التعاون العربي- التركي. وقال وليد المعلم في ندوة صحفية بدمشق " أنا في الواقع دعيت بالأمس لهذا الاجتماع، لكن تاريخ الدعوة جاءت في 10 من الشهر الحالي وقرار الجامعة (بشأن تعليق عضوية سورية فيها) كان في 12 من الشهر ذاته.. لكن لن أشارك ". وكان رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم، قد صرح يوم السبت الماضي في ختام اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب حول سورية، أن الاجتماع المقبل لمجلس الجامعة العربية سيعقد بالرباط في 16 نونبر الجاري على هامش المنتدى العربي - التركي. يذكر أن مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري كان قد قرر السبت الماضي، تعليق مشاركة وفود سورية في اجتماعات مجلس الجامعة وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها اعتبارا من يوم 16 نونبر الجاري إلى حين تنفيذ دمشق الكامل لتعهداتها التي وافقت عليها بموجب خطة العمل العربية لحل الأزمة السورية والتي تقضي، من بين أمور أخرى، بوقف العنف وسحب المظاهر المسلحة من البلدات والمدن تمهيدا لبدء حوار وطني مع المعارضة السورية. وقد ردت دمشق على قرار مجلس الجامعة العربية، والذي اعتبرته "غير شرعي وغير قانوني" بالدعوة يوم الأحد إلى عقد قمة عربية طارئة تخصص ل"معالجة الأزمة السورية والنظر في تداعياتها السلبية على الوضع العربي".