هاجمت الكتلة الديمقراطية تحالف الثمانية، واعتبرته تحالفا ظرفيا أملته الانتخابات التشريعية الراهنة، وأكد قادة الكتلة خلال لقاء صحافي عقدوه أمس الأربعاء بمقر حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالرباط لتقديم الأرضية المشتركة للبرنامج الانتخابي، أن الكتلة تأسست على أساس متين ووفق مجموعة من المبادئ والثوابت الأخلاقية والسياسية، وهو ما منحها التماسك والانسجام طيلة 20 سنة وهي عمر هذه الكتلة، وقال عبد الواحد الراضي الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، إن الكتلة أثبتت أنها ليست تحالفا ظرفيا أو موسميا، أملته ظروف الحملات الانتخابية، لكنه مشروع إصلاحي يشتغل على المدى الطويل، وأوضح الراضي أن عمل الكتلة أفضى إلى تحقيق مشروع التناوب التوافقي سنة 1997، مشيرا إلى أن الكتلة ترى أبعد من 25 نونبر الجاري، وأن الأرضية المشتركة ليست برنامجا انتخابيا أو حكوميا، ولكنه مشروع يرمي إلى الدفع في اتجاه التنزيل السليم للدستور الجديد، وكذلك السهر على أن يصبح الدستور واقعا معيشا، وأضاف الراضي أن الأرضية هي بداية تهييء مشروع مجتمعي ينبني على أسس واضحة ومعقولة، وتتماشى مع الجيل الجديد للإصلاحات، ووفق تعاقد مجتمعي جديد، ودعا الراضي إلى المشاركة المكثفة في الانتخابات المقبلة لبناء مغرب المستقبل. من جانبه، قال عباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال إن الكتلة الديمقراطية هي امتداد للحركة الوطنية والمقاومة المسلحة وجيش التحرير، وأضاف أنه بفضل الكتلة حصل المغرب على تعديلين دستوريين أساسيين في سنتي 1992 و1996، وأضاف الفاسي بنبرة حادة، أن الكتلة الديمقراطية تمثل النواة الصلبة في الحكومات الثلاثة التي جاءت بعد انتخابات 97، وأن الكتلة هي التي جاءت بالوزير الأول من الحزب الفائز بالانتخابات، وأشار إلى أن الكتلة ساهمت بفعالية في الدستور الجديد، مؤكدا أن الملك قدم المحاور الأساسية، لكن الكتلة قدمت تفاصيل هذه المحاور التي تم الأخذ بمعظمها، وبدا الفاسي وكأنه ينسب مضامين الدستور الجديد إلى الكتلة بمشاركة أحزاب أخرى، خصوصا حين قال إن الكتلة قدمت اقتراحات لم تأت في خطاب الملك وتم الأخذ بها، وحذر الفاسي مما أسماه هلاك المغرب في حال استمرت جهات لم يكشف عنها بمهاجة الكتلة، وقال إن المغرب يشهد اليوم ارتباكا سياسيا قد تكون له عواقب وخيمة، وهو ارتباك تسببت فيه جهات أخرى في إشارة ضمنية إلى تحالف الثمانية، الذي قال عنه الفاسي إنه تحالف هجين ولا يستقيم، إذ لا يمكن أن يتحالف اشتراكي مع رأسمالي، فالأول يدافع عن العدالة الاجتماعية وتوازن الضرائب، أما الآخر فإنه يحارب من أجل تحرير السوق وضرب القدرة الشرائية للمواطن المغربي البسيط، مؤكدا أن جهات داخل الحكومة عرقلت صندوق التضامن الذي كان موجها إلى الفقراء. وأضاف الفاسي أن الأغلبية ماتت بسبب خروج بعض الأحزاب المشكلة لها عن منطق التضامن الذي تقتضيه المرحلة، وأشار إلى أنه لا يمكن أن تستمر الأغلبية بنفس النجاعة والاستمرارية، إذا كانت بعض الأحزاب لها استقلالية الرأي، وأحزاب أخرى تابعة وتنفذ الأوامر فقط، مؤكدا أن الأغلبية تعيش حالة من التيه، كما أنها أغلبية غير عقلانية وغير منطقية، قبل أن يعلن أن مستقبل المغرب هو الكتلة الديمقراطية، داعيا المغاربة إلى الالتفاف حول الأحزاب الديمقراطية الحقيقية، ولم يسلم مجلس المستشارين من غضب عباس الفاسي وهو يتحدث عن المال الحرام، حين قال إن مجلس المستشارين أكبر دليل على استعمال المال الحرام، لأنه في نهاية المطاف يضم تركيبة من أصحاب المصالح. من جهته أكد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن الكتلة تمثل محورا أساسيا في الحياة السياسية، وبناء الدولة الديمقراطية، وأضاف أن الكتلة لعبت دورا محوريا في كافة الإصلاحات التي عرفها المغرب طيلة عقدين من الزمن، موضحا أن ما أنجز هو من بنات أفكار الكتلة مستنكرا خطابات ظهرت في الآونة الأخيرة تتقمص شخصية جديدة، قبل أن يضيف أن الفضاء السياسي المغربي يعرف كثيرا من الانحرافات والاختلالات، وقال إن هناك أحزاب ظلت وفية لمبادئها وتتمتع باستقلالية القرار، وأخرى ساهمت في تكريس نوع من العبث السياسي وتبحث على أغلبية برلمانية بأي ثمن كان. وأضاف بنعبد الله، أن الأحزاب السياسية الحقيقية تسعى إلى إفراز نخب جديدة كفأة ومحنكة، وتكون قادرة على تأثيت المؤسسات التي فقدت مصداقيتها، مضيفا أن هناك ارتباك خطير يسم الفضاء السياسي في هذه المرحلة التي اعتبرها زعيم حزب الكتاب حساسة جدا. يذكر أن الحبيب المالكي عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي هو من تلا الأرضية المشتركة التي قدمت شعار تعاقد جديد للمستقبل.