لم يستسغ حزب العدالة والتنمية [البيجيدي] الخروج الإعلامي للمحلل السياسي منار السليمي على قناة "روسيا اليوم" حين اعتبر الأخير أن التوتر السياسي والاجتماعي الذي تعيشه منطقة الريف منذ عدة أسابيع هو نتيجة الصراع بين الحزب الإسلامي وحزب الأصالة والمعاصرة، واصفا الأستاذ الجامعي بأنه "يضرب الكارطا" مثل العرافات بدل تقديم قراءات منطقية للأحداث. وقال حزب عبد الإله بنكيران، أنه "يبدو أن حراك الريف لن يمر بسلام على منار السليمي، الذي تقدمه وسائل الإعلام أو يقدم نفسه عبرها بأنه محلل في كل شيء، فبعد زلته التي استنكرها القريب والبعيد، وجلبت عليه سخرية اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي، واستنكرها السياسيون والجمعيون والأكاديميون وكل الناس، وذلك بمحاولته ربط الحراك بأوهام لا وجود لها إلا في " تحليل السياسات" الذي يتلبسه، بنوازع تشيع موهومة، والاستدلال لها بما لا يقبله عقل سليم، ولا يبيحه منطق معقول، من قبيل استدلال زعيم الحراك ناصر الزفزافي بعمر بن الخطاب". وقال الحزب، على موقع الرسمي، أن منار السليمي "قذف في وجوه المغاربة ببدعة اخترعها وصدقها، مدعيا أن ما يقع اليوم في الريف، صراع بين حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة، وأن هذين الحزبين كادا أن يحرقا البلد بصراعهما". ووصف البيجيدي الأستاذ الجامعي ب"الصلافة" حين اتهمه بالانتقام من أهل الريف وأنزل بهم عقابا جماعيا ببساطة لأن الريف كان معقل غريمه البام، معتبرا أن هذه القراءة المتهافتة تقترب من " ضريب الكارطة" إذ لم يقدم عليه صاحبه أي دليل، بل قذفه في موقع إعلامي أجنبي هكذا، مما يطرح سؤال لمصلحة من " يحلل" محللنا هذا؟ ولماذا يصر على تمرير " تخيلاته التحليلية" في وسائل إعلام أجنبية؟ وأضاف الموقع الرسمي للحزب الإسلامي: "لن نتجنى عنه ونستسهل اتهامه بالولاء لجهة ما أو العمل لصالحها كما يفعل هو بسبق الإصرار والترصد، لكن نحن متأكدون أن لا أحد من المغاربة سيصدق مثل هذه " الحكايات" المسماة زورا " تحليلا"، لأن ذاكرة المغاربة ليست بالقصيرة حتى يختزلوا تاريخ التوتر الاجتماعي بالمنطقة في خمس سنوات، ولن يكون بإمكانهم أن يمحوا من مخيلتهم ما وقع بعد زلزال الحسيمة وما تلاه من وقائع تجد لها فيما يقع الآن استمراريتها وتجليات لها في صور جديدة وأشكال احتجاجية أكثر قوة وأثرا، هذا إذا لم نعد إلى مراحل أكثر بعدا في التاريخ"