تم تتويج الفاعلة الجمعوية والناشطة الانسانية المغربية نوال الصوفي، مساء أمس الخميس بدبي، بمبادرة (صناع الأمل)، التي تروم استنهاض طاقات أبناء الوطن العربي للتحرك نحو التغيير الإيجابي والمساهمة من خلال مشاريعهم ومبادراتهم في جعل العطاء ثقافة مجتمعية شاملة إلى جانب تعزيز قيم التفاؤل في المجتمعات العربية . وتميز الحفل، الذي ترأسه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتكريم المغربية نوال الصوفي، المقيمة في إيطاليا، والتي كرست نفسها لإنقاذ اللاجئين الفارين إلى أوروبا عبر قوارب الموت، حيث ساهمت في إنقاذ أكثر من 200 ألف لاجئ. وكان إلى جانبها في المرحلة النهائية لهذا التنافس أربعة مرشحين آخرين من العراق وسوريا ومصر والكويت. وقد تم تكريم المغربية نوال الصوفي، التي هاجرت رفقة أسرتها إلى إيطاليا قبل سنوات، والتي انخرطت في العمل الإنساني والمجتمعي منذ طفولتها، بالنظر إلى الجهود التي قامت بها من أجل إنقاذ آلاف اللاجئين الذين يركبون قوارب الموت نحو أوروبا والذين يتصلون بهاتفها المحمول الذي انتشر رقمه بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي. وتتلقى الصوفي، التي اشتهرت بأنها "حبل نجاة اللاجئين"، العديد من نداءات الاستغاثة اليومية التي تنهال على هاتفها المحمول، والذي تحول إلى صلة الوصل شبه الوحيدة بين اللاجئين الذين تتقاذفهم أمواج البحر وبين خفر السواحل الإيطالي، فتتواصل مع المستغيثين وتحاول أن تحدد مواقعهم قبل أن ترسل المعلومات اللازمة لخفر السواحل للتحرك باتجاه قوارب اللاجئين. ووفق منظمي مبادرة (صناع الأمل)، فقد ساهمت نوال الصوفي في إنقاذ أكثر من 200 ألف لاجئ، كما ساعدت الآلاف على التكيف مع واقع الحياة الجديدة بالنسبة لهم من خلال تقديم كل أشكال المساندة لهم. وقد تم اختيار نوال الصوفي، حسب تصويت كل من الجمهور في القاعة وأعضاء لجنة التحكيم، فائزة بالدورة الأولى لمبادرة (صناع الأمل)، قبل أن يعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تكريم المرشحين الخمسة، بمنح كل (صناع الأمل) الخمسة مكافأة بقيمة مليون درهم إماراتي لكل منهم، دعما من سموه لمشاريع المرشحين ومبادراتهم ومساعيهم . وشددت نوال الصوفي، في تصريحات صحفية، أنها سوف تواصل مسيرتها الإنسانية التي بدأتها منذ 10 سنوات في إنقاذ المهاجرين من النساء والأطفال والشيوخ الذين يفرون عبر البحر الأبيض المتوسط هربا من جحيم الدمار والحروب في أوطانهم ويواجهون الموت في كل لحظة. وأكدت على أن الجائزة "تعد بالنسبة لي رسالة تعريف بأن البحر الأبيض المتوسط بات أحمرا من كثرة ما ابتلع من غرقى مكلومين بمآسيهم .. فأنا بنت عربية شابة مسلمة أقدم نفسي فداء لإنقاذ أي ملهوف مستغيث وسط تلاطم أمواج البحر لمساعدته على الوصول إلى بر الأمان ". وسعت الدورة الأولى لمبادرة (صناع الأمل)، التي عرفت مشاركة أكثر من 65 ألف شخص، إلى تسليط الضوء على ومضات الأمل في العالم العربي من رجال ونساء يكرسون جهودهم ومواردهم، حتى وإن كانت محدودة، من أجل إسعاد الآخرين أو التخفيف من معاناتهم أو انتشالهم من الفقر والحرمان. وكانت الترشيحات للقب (صانع الأمل) قد خضعت لتصفيات عدة، مرت خلالها عبر لجان تحكيم فرعية ضمن آلية تقييم اعتمدت معايير خاصة، أهمها أصالة المبادرة وحجم ما يستثمره فيها صاحبها من جهد واهتمام، وحجم التأثير الذي تملكه المبادرة على الأطراف المعنية أو المستفيدة، ومدى تفاعل المجتمع المحلي معها، وإمكانية تطويرها وتوسيع نطاق الاستفادة منها. وبلغت التصفيات النهائية 20 قصة، تمثل مختلف أطياف الأمل العربي، حيث تمت دعوة أصحابها إلى دبي في أبريل الماضي لمناقشتهم والتعرف على تجاربهم ومبادراتهم بصورة أكبر، قبل أن تختار لجنة التحكيم المرشحين الخمسة الذين بلغوا التصفيات النهائية. وتندرج صناع الأمل ضمن "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، التي تضم تحت مظلتها 28 مؤسسة إنسانية وخيرية وتنموية ومجتمعية، حيث تستهدف 130 مليون شخص في العالم وتنفذ أكثر من 1400 برنامج خيري وإنساني ومجتمعي في 116 دولة، كما تغطي أنشطتها أربعة قطاعات حيوية، هي: مكافحة الفقر والمرض، ونشر المعرفة، وتمكين المجتمعات، والابتكار كأداة أساسية لتحسين حياة البشر. وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد أطلق مبادرة "صناع الأمل" في أواخر فبراير الماضي من خلال نشر إعلان مبتكر على حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي عن وظيفة متاحة لأي شخص في العالم العربي ضمن الشريحة العمرية من 5 سنوات إلى 95 عاما، ضمن مواصفات عدة من بينها إتقان مهارات البذل وخدمة الناس، وأن يكون المتقدم للوظيفة إيجابيا ومؤمنا بطاقات من حوله من أبناء الوطن العربي، وذلك مقابل مكافأة مقدارها مليون درهم إماراتي (الدولار يعادل 3,67 درهم)، وقد حظي الإعلان بتفاعل غير مسبوق في الفضاء الإلكتروني وفي الشارع العربي . وأعرب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بمناسبة حفل التكريم، عن سعادته بالنجاح الكبير الذي حققته مبادرة (صناع الأمل) وتفاعل الناس معها، مؤكدا أنها "نجحت في أن تظهر أجمل وأنبل ما في عالمنا العربي وهي قوة الأمل الموجودة لدى شبابنا"، مضيفا أنه " رغم استشراء اليأس في منطقتنا إلا أن مبادرة ( صناع الأمل) أكدت لنا أن عالمنا العربي بخير وأن رجاله ونساءه مجبولون على فعل العطاء ". وأكد على أهمية المبادرة في تسليط الضوء على تجارب لافتة تظهر قيمة العمل الفردي الإيجابي الذي يعود بالنفع على المجتمع المحلي ويمتد تأثيره ليشمل أكبر عدد من الناس . وقال "صناع الأمل هم الأبطال الحقيقيون، وهم النماذج الملهمة لملايين الشباب في الوطن العربي الذين يحتاجون إلى الأمل كي يحققوا طموحاتهم"، مضيفا أن الهدف من صناع الأمل "حويل الفرد العربي من شخص ينتظر الحظ أو الصدفة في حياته إلى شخص إيجابي ومبادر ". https://web.facebook.com/DXBMediaOffice/videos/1203259146467105/