تسير التكنولوجيا و التقنيات الحديثة بخطى سريعة على طريق التطور المستمر و الابتكار, و هو الأمر الذي سيؤدي إلى خسارة الكثيرين لوظائفهم خلال السنوات القليلة القادمة، مع بروز مهن جديدة تتطلب مهارات تقنية عالية, و بهذا أصبح التقدم العلمي والتكنولوجي يهدد كثيراً من الوظائف التي كان للإنسان دور رئيس في تنفيذها، إذ تم تحويل بعض هذه المهن الى الآلات التي يراها بعضهم أكثر دقة في القيام بالعمل، إضافة الى ما تحققه الآلة من وفرة في الإنتاج وسهولة في التنفيذ. و أعدت مجلة "فوربس" لائحة من 20 مهنة أو حرفة بدأت بالتلاشي، منها عمّال البريد و فرزه و توصيله و اللوجيستيات المرتبطة بالنقل، حيث أصبحت عملية الفرز عملية أوتوماتيكية من خلال مسح الباركود على الطرد, كما كشفت دراسة حديثة لموقع CAREERCAST.COM المُتخصص في التوظيف، عن مستقبل 200 مهنة مختلفة مهددة بالانقراض بسبب التطور التكنولوجي.
كما نشر موقع «بيزنس إنسايدر» تقريراً تضمن 25 وظيفة أصبحت مهددة بالانقراض بسبب التقدم التكنولوجي، مرتكزاً على إحصاءات «مكتب العمال الأميركي» المختص في دراسة وضع العمال في الولاياتالمتحدة.
من جهتها, قامت شركة الاستشارات MCKINSEY&COMPANY بتحليل 800 وظيفة، و ما يقارب من 2000 مهمة يقوم بها العمال خلال عملهم في مجالات مختلفة، و لاحظوا أن أغلبية العمال يضيعون 20% من وقت العمل في إنجاز المهام اليومية المتكررة التي يمكن القيام بها بشكل آلي، بمساعدة الروبوتات، و بناءً على نتائج الدراسة ستكون الروبوتات فاعلة إذا ما حلت محل الإنسان في مهن ومجالات عدة منها التجارة و المطاعم، فهناك 73% من المهمات في المقاهي و المطاعم، على سبيل المثال، يقوم بها الإنسان و يمكن أن ينجزها الروبوت باستخدام التكنولوجيات الحالية.
و من الوظائف المهددة بالانقراض بسبب التقدم التكنولوجي يمكن أن نذكر على سبيل المثال, مهنة ساعي البريد و التي تعتبر من أكثر المهن المهددة بالتلاشي, و يتوقع أن تفقد الخدمات البريدية 28% من القوى العاملة لديها بحلول العام 2022. و تشمل اللائحة أيضاً موظفي مراكز الاتصال, الذين حلّت برامج الكمبيوتر محلّهم في تحويل الاتصالات وتوجيهها إلى العميل المطلوب.
ومن الأعمال المتلاشية مع مرور السنين، عمل مشغلي الآلات المكتبية و الخياطة في معامل الألبسة و تشغيل أنظمة ضخ النفط. و حتى عمل طهاة الوجبات السريعة, كل هذه المهن باتت الأنظمة التكنولوجية و الروبوتية المبرمجة قادرة على أن تحلّ محلها، بكلفة أقلّ و فعالية أكبر, هذا بالإضافة إلى قارئو العدادات و الفلاحين، حيث من المتوقع أن تنخفض هاته المهن بنسبة 19%، و من المهن الأخرى الظاهرة على القائمة، نجد أيضا وكلاء التأمين و مراسلي الصحف لما تشهده صناعة الإعلام من تحول عميق لمواكبة التكنولوجيا المتطورة, حيث يشكل الإنترنت تحديا كبيرا في مسار الصحف.
و من المتوقع أن تنخفض بعض المهن الأخرى مثل مضيفو الطيران بنسبة 7%، و وكلاء التأمين بانخفاض 6% و الخياطين بانخفاض 4% بالإضافة إلى مهن عديدة مثل, مصلح الساعات, و عامل تظهير الصور.
و بالتزامن مع تلاشي كل المهن السالفة الذكر، تستحدث وظائف جديدة تواكب المجالات المبتكرة، فمثلاً مع التحوّل نحو الصحف الإلكترونية خلقت وظائف جديدة متعلّقة بالإعلانات الإلكترونية، التي تعمل أوتوماتيكياً بمجرّد النقر على عنوان الخبر و الفيديو, و بفضل التكنولوجيا أيضاً، ازدهرت مهن جديدة منها مثلا مبرمجو التطبيقات الهاتفية و مديرو الأمن الإلكتروني و مطوّرو الحوسبة السحابية.